لم يعد العتب كبيراً إزاء ما يعانيه الفنّان اللبناني من إهمال وعدم تقدير للثروة الفنية التي قدّمها لبلده، فلبنان بأكمله منكوب، والأمل يترنّح على قشّة يد بيضاء من هنا ومبادرة فردية من هناك.
مشهد الفنان القدير المؤلم يتكرّر اليوم مع الجميلة جورجيت صايغ التي قدّمت لجيل الزمن الجميل أعمالاً فنية لامست القلوب ورسمت في دقّاتها إيقاعات الفرح الصادق: "بلغي كل مواعيدي"، "دلوني عالعينين السود"، "يا ما سوا"، نطّرني وغيرها.
وحالها كحال الفنان اللبنانيّ الذي لم يعد يكترث لتكريم الدولة، بل جلّ ما يطلبه ضمان لشيخوخته كي لا يدخل في دوّامة المعاناة ويعيش وجع فقدان الصحة والتقدير والكرامة.
الإعلامي ريكاردو كرم وصّف هو الآخر هذا الوجع: "جورجيت صايغ تتألّم وحيدةً. الفنانة اللبنانية التي أسعدتنا لعقود من الزمن والتي وقفت على أهمّ المسارح في لبنان والعالم تعاني وتواجه قسوة الحياة وخريف العمر من دون سند وضمانة. في زمن الميلاد، نداء إلى الجميع لمساندتها كي يعود النور إلى "العيون السود" كما كتب ولحّن لها زياد رحباني".
الحالة الصحية لجورجيت صايغ أقلقت منذ أيام جمهورها، خصوصاً بعدما تأكّد أنّ إحدى عينيها انطفأت، وأنها مصابة بالماء الزرقاء في العين الثانية، وهي وصلت إلى هذه الحالة بسبب تردّي الوضع المعيشي والنفسي الذي تعيشه.
طبيب التجميل هراتش ساغبازاريان الذي قرّر الوقوف مادياً ومعنوياً إلى جانب صايغ، نشر مقطع فيديو لها بعد تزايد قلق الجمهورَين اللبناني والعربي عليها، فطمأنت جمهورها بكلمات رقيقة تشبهها، وأكّدت أنّ صحتها أفضل خصوصاً بعدما أكّد لها الطبيب المختصّ بأنّها لن تفقد النظر في عينها الثانية، وستخضع بعد ثلاثة أشهر لعملية الماء الزرقاء. وقالت صاحبة أغنية "دلوني عالعينين السود": "ارتحت الآن، أشكر كلّ من اتصل وسأل عنّي، ما كنت بعرف هلقد في حب كبير من الناس تجاهي. صحيح أنني بعين واحدة، لكن الحمد الله، المهم أنني سأرى في العين الثانية".
نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، وبرغم من أنّ صايغ لا تنتمي للنقابة التي يرأسها، أكد في حديث لـ"النهار" أنّ نقابة الممثلين لا تفرّق بين فنان أو ممثل عندما يتعلّق الأمر بوضع صحّي طارئ، وهو بدأ منذ أيام بالتنسيق مع النقابات اللبنانية بإجراء اتصالات لمحاولة فهم الوضع الصحي والمعيشي الذي تخوضه صايغ: "جورجيت ليست متروكة وشقيقها إلى جانبها، وفور معرفة حقيقة الوجع الذي تمرّ به، تحرّك الكثير من المحبّين كرغبة حقيقية منهم للوقوف إلى جانبها في هذه المحنة التي تمرّ بها". وأضاف: "رأينا مبادرة الطبيب هراتش وهناك أيادٍ بيضاء تحرّكت لهدف نبيل، ولكن أتمنى أن تبعدوا الفنان القدير عن فعل "التسويق" كرمى كرامته، فالعمل بصمت يكون أفضل لفنان قدير يعزّ عليه الخروج بصورة مختلفة عما ألفه بها جمهوره، وهذا أقلّ ما يمكننا أن نفعله لفنانة أدخلت الفرحة إلى القلوب في عصر ذهبيّ".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
