تحت عنوان "حماة نيللي كريم... أميرة أمير الفنانة التي تزوجت ابنها بالخطأ"، نجحت عدة قنوات عبر "يوتيوب" في جذب المشاهدين لها، وتفاعلهم مع هذه الرواية، بملايين المشاهدات والآلاف من التعليقات، بسبب هذه القصة الغريبة.
القصة المتداولة تروي أن هناك فنانة مصرية تُدعى أميرة أمير، عاشت حياة مأساوية في الصغر ما اضطرها للزواج من عمدة قريتها وأنجبت منه طفلاً لكنها هربت إلى القاهرة بحثاً عن الشهرة والفن وتركت نجلها صغيراً، فتمر السنوات وتسافر إلى أميركا، وتلتقي شاباً يصغرها في السن وتزوجته وكانت الصدمة بعد اكتشافها أنه نجلها، وتموت من صدمتها.
من المؤكد أن هذه القصة ستحظى باهتمام كبير وانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون غيرها من القصص لما بها من حدث مثير، ولكنها كانت من وحي خيال أحد "اليوتيوبر"، ولا تمت للواقع بصلة.
"النهار" التقت الإعلامية القديرة عصامة غرام شيبا، ابنة الفنانة أميرة أمير، من طليقها المطرب اللبناني الكبير غرام شيبا، لتروي لنا تفاصيل هذه الرواية الوهمية وكيف تعاملت معها، ففتحت قلبها وحدثتنا عن ذكريات والديها، ومدى تأثير هذه القصة الوهمية في أسرتها:
*بداية زواج غرام شيبا من أميرة أمير
"والدي مطرب وملحن لبناني شهير، عمل في الإذاعة اللبنانية وإذاعة الشرق الأدنى فى يافا، ثم جاء إلى مصر حيث أنتج ومثل ولحن ثلاثة أفلام، ثم التقى والدتي وتم الزواج وأنتجت أمي فيلم "الكل يغني"، بطولة مشتركة مع والدي، ولكن انفصلا بسبب رغبة والدي في الهجرة إلى أميركا، لكنها كانت مرتبطة بأسرتها في مصر".
*أميرة أمير... إحدى رائدات السينما في مصر والوطن العربي
ذكرت عصامة غرام شيبا أنّ والدتها تعد إحدى رائدات السينما في مصر، وهي الابنة الروحية للمنتجة عزيزة أمير، التي لقبت بأم السينما المصرية، ومن شدة ارتباطهما، الكثير اعتقد أن والدتي هي ابنة عزيزة أمير، لكنها تبنتها فنياً وأعطتها اسمها الفني فقط. والمعلومة الموجودة عبر "ويكيبديا" بأنّ والدتي ابنة عزيزة أمير ليست صحيحةً.
*الشائعة انتشرت منذ عامين وعادت للظهور بعد مسلسل نيللي كريم
هذه القصة الوهمية بدأت في الانتشار مع بداية تألق الفنانة نيللي كريم، حيث إنها تزوجت في سن الـ 17 من شقيقي الأصغر وهو الزواج الأول لها، وروت في العديد من اللقاءات أنّ حماتها الفنانة أميرة أمير، ومن هنا بدأ اسمها يتداول وتنتشر الشائعات حولها، واستغلال اسم نيللي، في التربح من القصة المفبركة حول والدتي.
*قناة على "يوتيوب" مصدر شائعة زواج أميرة أمير من نجلها
"عرفنا مصدر هذه القصة المأساوية وهي قناة عبر "يوتيوب" بعنوان "طيف الحب"، ولم تكن والدتي أولى ضحاياها في خلق القصص الوهمية عن فناني الزمن الجميل، نظراً لعدم وجود تسجيلات موثقة عن حياتهم، واستغلت هذا جيداً وبدأت تخلق قصصاً وهمية، وبدأ باقي القنوات تتداول هذه القصة دون التأكد من صحتها، أو التواصل مع الأسرة للتحقق منها، وبالفعل تواصلنا مع عدد من أصحاب هذه القنوات للتوقف عن نشرها، لكن البعض استجاب والآخر لم يستجب، لأنها حققت لهم مكاسب باهظة من وراء أرقام المشاهدين والمتابعين لهذه القصة".
*اغتيال معنوي تأثرت به الأسرة
"ما حدث لوالدتي بعد رحيلها بأكثر من خمسين عاماً ما هو إلا اغتيال معنوي، لأن الخوض في أعراض الناس ليس سهلاً، وأسرتها بالكامل تأثرت بذلك، لأننا نعيش على ذكراها وبصمتها الفنية، وكونها واحدة من رائدات السينما في مصر، وسعينا لتصحيح هذه القصة المفبركة وتواصلنا مع أصحاب قنوات عبر "يوتيوب"، وأكدو لنا أنهم تناقلوها عن قناة شهيرة".
*لابد من تدخل المسؤولين بعد تهديد تاريخ القوى الناعمة في مصر
عصامة غرام شيبا، ذكرت في حديثها أن ما يحدث من المؤكد أنه سيكون له تأثير سلبي على القوى الناعمة في مصر، ومحو إنجازاتهم الفنية بخلق هذه القصص الوهمية والنيل من شرفهم، فلا بدّ من ملاحقة أصحاب هذه القنوات التي تتربح من وراء ذلك، لأن والدتي ليست الأولى، بل هناك الكثير وتحديداً من الفنانين الذين لا يمتلكون تسجيلات موثقة عن حياتهم.
*توفيت في لبنان وهي على ذمة لواء بالجيش المصري
"القصة المفبركة والمأخوذة من رواية إغريقية والتي فيها يحب الابن والدته، ذكرت أن والدتي توفيت بأميركا بعد علمها بزواج ابنها، ولكنها توفيت بأحد مستشفيات لبنان عام 1968، نتيجة إصابتها بالتهاب رئوي، وكانت حينها على ذمة إبراهيم فايز صبري، والد أميرة وبهاء طليق نيللي كريم، وتم نقلها إلى القاهرة لدفنها بمدافن الأسرة"
*نعي في الجريدة الرسمية للدولة موثق باسم أبنائها
ما يثبت فبركة هذه القصة غير الأخلاقية، هو النعي المنشور في جريدة "الأهرام" والذي تم ذكر فيه اسم زوجها وأبنائها وأفراد أسرتها جميعهم، كما أن هناك عدداً كبيراً من الصحف اللبنانية نعتها أيضاً باعتبارها أحد رموز السينما المصرية، وزوجة سابقة لمطرب لبناني كبير.