النهار

لبنان يستعيد نوتة الحياة... وغيوم لـ"النهار": عيد الموسيقى فسحة لننسى الهموم
إسراء حسن
المصدر: "النهار"
لبنان يستعيد نوتة الحياة... وغيوم لـ"النهار": عيد الموسيقى فسحة لننسى الهموم
بوستر "عيد الموسيقى".
A+   A-
21 حزيران هو موعد ثابت للاحتفال بعيد الموسيقى، في وطنٍ هو والفرح صنوان، حيث اعتاد أبناؤه أن ينفضوا عنه أوجاع الضربات، التي تنزل به من دون رحمة، مستمسكين بالأمل، وببقعة ضوء لا تخفت، وبشيء من الموسيقى والفنّ، اللذين يشكّلان زاداً للبنان في مواجهة الوجع والاستسلام.
 
الاحتفال بعيد الموسيقى انطلق أمس (17 حزيران) من القبيّات والنبطيّة وزغرتا، ويستمرّ إلى 25 حزيران، في ظلّ حرص من المركز الثقافي الفرنسي في لبنان ككلّ عام على التشبت بإقامة الاحتفالات في كلّ المناطق اللبنانية لا في العاصمة بيروت فحسب، وإنّما في بلدات وقرى لبنانية عبر برامج موسيقيّة واسعة ومجانية.
 
هذه هي النسخة الـ22 لمناسبة أراد المركز الثقافي الفرنسي أن تكون هذا العام مهداة إلى التراث اللبناني، ذاكرة لبنان وحاضره. يقول المدير المساعد للمركز الفرنسي في لبنان غيوم دوشومين لـ"النهار": "الموسيقى هي عنصر أساسيّ في حياتنا بالرغم من جميع الصعوبات التي نمرّ بها.
الموسيقى هي فسحة أمل ومتنفّس لجميع اللبنانيين صغاراً وكباراً، هواة ومحترفين، ليشاركونا من 17 إلى 25 حزيران في بيروت وكافة المناطق اللبنانية في عيد الموسيقى الذي ينظّم للسنة 22 من قبل المركز".
 
ويتابع: "هو العيد الأربعون للموسيقى عالمياً. إنها مبادرة فرنسية انطلقت في العام 1982 عندما قرّر وزير الثقافة الفرنسي جاك لانغ تخصيص عيد للموسيقى، الذي بات حدثاً عالمياً يحتفل به أكثر من 120 دولة ولبنان أحد هذه البلدان. لذلك يبدأ دائماً الاحتفال قبل الموعد (21 حزيران)، وعبر جميع المراكز الموزّعة في المناطق اللبنانية في إطار سياسة الثقافة الفرنسية في لبنان، ألا وهي نشر الفرنكوفونية في كافة المناطق".
 
لا يبتعد المركز الفرنسي عن واقع اللبنانيّ، وهناك دائماً ربط للموسيقى بما يعيشه، وهذا يعلّل سبب تسمية الاحتفالين السابقين "عالبلكون" و"عالطريق" اللذين ولدا من رحم الضغط النفسيّ والصحيّ اللذين كان يمرّ بهما اللبناني وسائر العالم، بسبب جائحة كورونا والوضع الاقتصادي. ويلفت غيوم إلى "أننا اخترنا هذا العام أن نسلّط الضوء على التراث اللبناني بالتعاون مع وزارة الثقافة في لبنان، التي سمحت لنا بأن يكون لنا حضور في عدد من المراكز الأثرية والرمزية في بعلبك وصيدا وطرابلس وزغرتا ودير القمر والنبطية وغيرها".
 
 
ويتابع: "هي إرادة مستمرّة لكي نبقى نحتفل بعيد الموسيقى في لبنان، انطلاقاً من إيمان ثابت بأنّ الموسيقى هي فسحة حرية وأمل لكلّ شخص حتى يتناسى الصعوبات والهموم اليومية التي يواجهها"، مشدّداً على النهج الثابت لفرنسا في دعم المواهب الشابة. ويقول في هذا الشق: "إيلاء الدّعم المفتوح للمواهب الشابة في لبنان أمر ثابت بالنسبة لنا، لا سيّما أنّه يوجد في لبنان وفرة مواهب لفنّانين غير معروفين، ودورنا الكشف عنها وتسليط الضوء على ما تكتنزه من إبداعات، فهؤلاء الشباب هم الرّكن الذي نعتمد عليه في المجتمع، وتجربتنا في هذا الإطار شاهدة على انطلاق عدد من المواهب الشّابة واعتلائها سلّم الشهرة".
 
ويتابع: "نسلّط الضوء هذا العام على المواهب الجديدة، والفنانين المعروفين جداً والمخضرمين في المجال الفني أمثال فريدا وشاسول. نريد أن نكرّمهم أمام جمهور كبير ومتنوّع من جميع المناطق. إنها استمرارية لبرامجنا التي تتناول الأماكن الرمزية والتراثية في لبنان، والتي استكشفناها من خلال برنامج "الفن والأرض" الذي يهدف إلى الإضاءة على أماكن تراثية وتاريخية عبر تدخلات فنية معاصرة".
 
 
إذاً، الانطلاقة كانت بالأمس (17 حزيران) من دير القمر والنبطية وبحيرة بنشعي في زغرتا. ويتواصل العمل على اللوحة الموسيقية اليوم (18 حزيران) من معبد باخوس في بعلبك، ومعمل الحرير في القبيات وصيدا، وتحديداً في متحف الصابون وخان ساسي وخان الفرنج والحمام الجديد وصولاً إلى مدينة صور. أمّا غداً (19 حزيران الجاري) فالموعد الموسيقي سيكون في معبد نيحا، وفي كورنيش الميناء بطرابلس.
 
شعلة الموسيقى الرسمية إن صحّ التعبير ستُتوّج حضورها الوازن في نادي "سبورتينغ" في بيروت بمشاركة فريدا والمغني الفرنسي شاسول والـ"دي جي" شربل هبر. هي رمزية مضاعفة تؤكّد أنّ بيروت ستبقى عاصمة للثقافة والفن، وحاضرة دائماً لاحتضان الأصوات الداعمة لحبّ الحياة والفرح.
لذلك سيكون الموعد مع الجمهور عند السّابعة من مساء الثلثاء ليتجاوزا عن الواقع وينضمّوا إلى عالم الموسيقى.
 
أما الختام، فسيكون في حراجل (24 حزيران)، وفي 25 منه في عاليه (سمبوزيوم)، وزحلة (حديقة البلدية)، وذوق مكايل (الحديقة العامة).
وستتواجد "النهار" عبر مندوبيها في نقل مباشر للاحتفالات التي ستشهدها المناطق والقرى اللبنانية احتفاء بهذه المناسبة الرمزية.
 



إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/4/2024 12:32:00 AM
لا يقل انزال البترون أيضا في وصفه وطبيعته عن خرق فضائحي للسيادة واحتقار لها في قلب منطقة لبنانية نائية عن جبهة القتال

اقرأ في النهار Premium