عندما أحيا الفنان تامر حسني عام 2016 حفله في مجمع "البيال"، استقبل بحفاوة شبابية، إذ انتظره جمهوره في مطار رفيق الحريري الدولي، وردّدوا معه أغانيه بتناغم مميّز، وهو الفنان الذي أفلح منذ بداياته في أن يكون نجم الجيل من دون فضاء يُبعده عن جمهور أحبّه لفنّه، وعفويّة لم تضعف يوماً مع تصاعد شهرته.
وبالرغم من الألبومات الناجحة والأعمال السينمائية، أراد تامر حسني أن يبقى قريباً من محبّيه، واضعاً منذ البداية علاقته بهم ضمن إطار عائلي، رغبة منه في زرع بسمة أو بلسمة جرح أو مداواة قلب منفطر.
بعد مرور سبع سنوات، وبعد صولات وجولات لفّ فيها حسني البلدان العربية، ارتأى أنّ الوقت قد حان للقاء جمهوره في لبنان. جمهور هتف له في حفلاته خارج حدود الوطن، وتمنّى رؤيته على مسارحه، لأنّ لا هواء وحياة كما في لبناننا.
إذن، موعد الجمهور اللبناني في الثامن من تموز في الـ"فوروم دو بيروت"، حيث المكان الذي شهد على حرارة ما تعرّضت له بيروت من إجرام جراء تفجير الرابع من آب. ولأنّ شعار اللبناني لا يزال كما هو "نحب الحياة رغم كل شي"، يتوقّع أن يشهد هذا المكان زحمة لم يشهدها قبل أزماته الاقتصادية والسياسية والمعيشية.
متعهّد الحفلات حسين كسيرة تحدّث لـ"النهار" عن تفاصيل التحضيرات والاستعدادات لإقامة حفل تامر حسني، فكشف عن أنّ نسبة مبيعات التذاكر سجّلت سابقة بسرعة نفادها فور الإعلان رسمياً عن الحفل في أيار. ويقول: "تم بيع 89 في المئة من البطاقة الفضية، و80 في المئة من الذهبية، و70 في المئة من فئة البلاتينوم، و56 في المئة VVip و60 في المئة VVip lounge". ويضيف: "الأماكن في وسط القاعة تمّ حجزها بالكامل، وهذه سابقة لم تسجّل حتى عندما أحيا تامر حفله في عام 2016".
ويلفت كسيرة إلى أنّ شركة "GMH" المنظّمة "اضطرت إلى توسيع المكان، وإضافة مساحة من جهتي اليمين واليسار تتّسع لنحو 1100 شخص حتى لا نضطرّ إلى إعلان الحفل "Sold Out" باكراً"، مضيفاً: "تمّ بيع 1700 بطاقة في غضون 24 ساعة من إعلان الحفل، و2300 بطاقة خلال الـ48 ساعة، وأتوقع أن نصل إلى حضور يفوق الـ7000 شخص".
عندما كان لبنان في عزّ أزماته التي لا تزال مستمرّة، أُعلن عن قدوم تامر حسني هذا الصيف. يقول كسيرة: "لم يتردد تامر في الموافقة، في وقت عُرض آنذاك على فنانين لبنانيين فكرة تقديم حفل في لبنان، فقوبلنا كشركة منظّمة إمّا بالرفض المطلق تحت حجة أنّ إقبال اللبنانيين سيكون ضعيفاً بسبب الأزمة الاقتصادية أو القبول تحت شروط مادية تعجيزية اعتادوا تلقّيها في البلدان العربية التي فضّلوا إحياء حفلاتهم فيها".
ويتابع: "تامر حسني الفنان الوحيد الذي وافق لثقته بنا، وأعتبرها جرأة منه. فالمحبّة التي عبّر عنها لحظة الإعلان عن حفله في لبنان في حسابه عبر "إنستغرام"، أتاه الرّد عليها من جمهوره اللبناني بسرعة حجزه لحضور الحفل قبل شهرين من إقامته".
نسأل كسيرة عن الأسعار، يجيب: "أردنا أن نوفّر أسعاراً ليست تعجيزية، وتتراوح من 65 دولاراً أميركياً إلى 300 دولار أميركي للجالسين، ومن 40 إلى 80 دولاراً أميركياً وقوفاً".
التحضيرات لحفل الفوروم تتمّ على أعلى المستويات التقنية، ويقول كسيرة في هذا الشق: "نتواصل مع شركات من خارج لبنان كي نقدّم حفلاً بمعايير وتقنيات عالمية".
تنضم شركة "GMH" إلى النشاطات الفردية التي لا تتراجع عن المغامرة في مشاريعها الفنية في أحلك الأوقات التي يمرّ بها لبنان، ولذلك قرّرت منذ بداية الأزمة البقاء في لبنان والعمل بجهد لأجل تنظيم حفلات، أبطالُها فنانون من الوطن العربي، أبرزهم هاني شاكر، وإيهاب توفيق، وكانت الأسعار مدروسة. واليوم، نحتفي بقدوم تامر حسني لأننا نرغب في إعادة تظهير صورة لبنان القديمة، بلد الأمان والفن والحياة بالرغم ممّا نعيشه".
ويتابع كسيرة: "يسجّل للتاريخ ولتامر هذا الانفراج الفني، فعدد كبير من نجوم الوطن العربي عندنا تنبّهوا إلى حفله، وبدأوا يدرسون قدومهم القريب إلى لبنان، وسنشهد في عيد الأضحى حضور كوكبة من النجوم. هي ثقة تامر بالجمهور اللبناني وببلد يليق به الفخر، لأننا شعب ما منموت، ومهما مررنا بانتكاسات، فمصيرنا أن يحمل لنا المستقبل ضوءاً مثقلاً بالأمل".