أدى الممثل والمخرج السوري فايز قزق شخصية إدريس في مسلسل "الزند"، فبدا جليّاً استمتاع الأستاذ في "المعهد العالي للفنون المسرحية" بهذا الدور لأسباب وأبعاد كثيرة. أوّلها البعد الإنساني الذي يعبّر عنه إدريس في مراحل حياته القائمة على الظلم والغارقة في الظلام. فهو من قتل والد عاصي الزند (تيم حسن) على مرأى من عينيّ الأخير وشقيقته عفراء (نانسي خوري) ووالدتهما.
بيد أنّ الرسالة الإنسانية تجسّدت في اللحظة التي فقد فيها إدريس عينه الأولى على يد عاصي حينما كان فتى، وفقد بعدها عينه الثانية على يد الأخير بعدما عاد لممارسة طقوسه الظلامية في القتل وإراقة الدماء.
شخصية عاشت الإنكسار بحجم الإنكسارات التي كانت سبباً فيها. ولأنّ المسلسل انطلق من صوت الفلاحين الثائرين، انكسر إدريس بعد مقتل ابنه وزاد انهزامه بعد فقدانه عينه الثانية، فنال رأفة الفلاح عاصي ليكون رحيماً معه بعدما غدا متسوّلاً جائعاً.
من خلال شخصية إدريس، نال المشاهد أقوى المعارك التي وقعت على ضفة النهر بين جماعة عاصي الزند وجماعة إدريس، فكان مخرج العمل حريصاً على توثيق كواليسها.
يقول فايز قزق عن إدريس في حديث لـ"النهار": "شخصية فيها الكثير من التحدي، الأشرار في العالم لا يولدون أشراراً، إنّما مجتمعاتهم التي كان فيها شيء من التكوينات القاسية اقتصاداً واجتماعاً وسياسة، هي التي تجعل من هذا الطفل أو الطفلة إنساناً نزّاعاً للشر"، لافتاً إلى أنّه "عندما لا يتم الانتباه إلى هذا الأمر يصبح مجرماً حتى على مستوى الأرض فيقتل ملايين البشر كما فعل هتلر وغيره. لذلك يجب التفرقة بين الكلمات ذات المدلول الذهني والكلمات الحقيقية."
ويشير قزق إلى أنّ "إدريس ليس شريراً، هو لم يولد من بطن أمه شريراً، إنّما مع دراسة مهمّة لطبيعة المجتمع مع الذي كان يحيا فيه هذا الانسان، هذه الطبيعة لهذا المجتمع تنتج هذا القاتل، وبالتالي هنا المجتمع هو المجرم.
الفنان آري جاي نشر مجموعة من الصور الرائعة والمعبّرة لشخصية إدريس بعدسة المصوّر أحمد الحرك اختصرت رحلته في "الزند"، أرفقها بموسيقى حملت توقيعه، وتعليق: "الممثل والأستاذ فايز قزق".