"قرفت مهنة التمثيل في لبنان، المنتجون مافيات محزّبة ومسيّسة، ولا لبناني بياخد دور أوّل"، هي صرخة يطلقها الممثل اللبناني عصام مرعب عبر "النهار". فقد مرعب (39 سنة) شغفه و"غرامه" للتمثيل بعد تصاعد الأزمة اللبنانية وتهميش الممثلين اللبنانيين من الأدوار الأولى. عاود مرعب العمل في مجال المبيعات الإعلامية، وهي وظيفته الأساسية قبل الفنّ لمدّة عشر سنوات، بعدما لقيت صرخاته أذن صمّاء.
عُرف مرعب بأدواره في مسلسل "أمير الليل" و"حادث قلب"، وشارك في عدّة مسرحيّات، أبرزها "طريق الشمس" و"بنت الجبل"، التي أعادها خاله المخرج روميو لحّود. يتساءل عن دور نقابة الفنانين المحترفين "الغائبة تماماً"، ويستذكر الممثل الراحل بيار شمعون الذي توفّي بوضع اقتصاديّ سيّئ.
"الصرخة يطلقها الكثير من الزملاء إلا أنّهم لا يفضّلون التحدّث في العلن عن الموضوع"، يقول مرعب. منذ سنتين بدأ مرعب يلمس "تسليع الفن" مع انهيار قيمة دخل معظم الفنّانين اللبنانيين، إذ كان يتقاضى راتبه على دولار يوازي 8 آلاف ليرة لبنانية. ويشير إلى أنّ نخبة الممثلين هم أنفسهم في كلّ المسلسلات، "وكلّ ذلك يقف عند المنتجين".
يعترض على وجود لهجتين في مسلسل واحد، أي المشترك الذي يضمّ ممثل سوريّ وممثلة لبنانية في أغلب الأحيان. "في أميركا لا يوجد لهجتين في مسلسل واحد. على الممثل أن يكون في لهجة واحدة يتعلّمها"، يردف مرعب. ويلمس تحوّلاً كبيراً في جودة الفن اللبناني مقارنةً بالماضي، وهو ما أدّى إلى اعتكاف عدد من الممثلين اللبنانيين عن التمثيل لأنهم لا يقبلون باستغلال أتعابهم مقابل رواتب منخفضة.
وفي ما يخصّ تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الفن، يستاء مرعب من كونها أفسحت المجال لأي شخص أين يصبح فنّاناً "من دون أين يتعب أو يدرس". وأنشئت منصّات إلكترونية مثل "شاهد" و"نتفلكس" لا تراعي قدرات مختلف الشرائح لمتابعة الإنتاجات عبرها؛ والإنتاج اللبناني "أصبح خارج المعادلة" لأنّ القنوات التلفزيونية غير قادرة على شراء المسلسلات، خصوصاً ذات الإنتاج الضخم.
في العام 2014، انطلق مرعب في نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "إنستغرام"، ويرى فيها مساحة لـ"فشّة الخلق" والتعبير عن آرائه بطريقة ناقدة.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
