أخذ نقاد على مسلسل "النار بالنار" غياب التسلسل المنطقي في أحداثه، لاسيما في الثلث الأخير من حلقاته التي عرضت في شهر رمضان.
بالأمس، كان المشاهد أمام وجبة دراماتيكية صادمة. فجأة، يحضر زوج مريم (تؤدي كاريس بشار دور مريم، وشادي الصفدي دور الزوج)، بعد أن اعتقدته ميتاً، وبحثت عنه طيلة خمس سنواته بعد خطفه واتهامه بالإرهاب في سوريا.
المرابي السوري القاطن في لبنان عمران (يؤدي دوره عابد فهد)، سيحضر زوج مريم من السجون السورية بفعل علاقاته وقدرته على دفع الرشى.
وعمران نفسه هو من أخبر مريم زوراً بوفاة زوجها سابقاً، ليقنعها بالزواج به.
لكن مريم أحبّت عزيز (يؤدي دوره جورج خباز) وسكنت في منزله بعد أن رميت في الشارع وسدّت السبل أمامها بفعل محاربة عمران لها.
أحضر زوج مريم ليراها تساكن رجلاً، ويقرّر ذبحها. لم تهادن مريم، وواجهته بأنها انتظرته خمس سنوات، وظنته ميتاً، وما فعلته من حب رجل آخر هو حقها. وصرخت في وجهه: "أنا حرة"، قبل أن يغرز السكين في جسدها، وتغطي الدماء المشهد.
الحدث الدموي يجري في منزل عمران الذي يمنع "زعرانه" سكان الحي من نجدة مريم. مشهد قاس. قد يكون من خارج السياق الدرامي للأحداث، ولسنا في معرض النقد الفني في هذا الخبر. لكن إزاء غضب الجمهور من نهاية مريم على السوشيل ميديا، دعونا نتذكر نساء كثيرات في عالمنا العربي يلقين مصير مريم.
الضحيّة اللبنانية زينب.
ومنهن، السيدة زينب ز. (26 عاماً) التي قتلها زوحها بعشر رصاصات في منطقة "حي السلم" الشهر الفائت، في ظل تبرير بعض سكان الحي بداعي "الشرف" ومن دون تيّقن حقيقة ما جرى مع الضحية! هل نسيتم كيف طرد الإعلام من الحي ومنع من تغطية الحادثة، وكيف انتشر فيديو يظهر شقيقها مباركاً القتل! نعم مريم هي نساء كثيرات.
صرختها "أنا حرّة"، ستبقى مدوية رغم الدماء.