في أحد الأحياء العشوائية والفقيرة في بيروت، وُلدت قصة حبّ بين خيال (نادين نجيم) وياقوت (قصي خولي). كلاهما أنقذ الآخر. تخلّيا عن ماضيهما الأسود، فمضيا في المسار "النظيف"، بالرغم من بعض الخروقات من أفراد عصابات الحي الذين يتزعمهم الشاب الطائش وديع. ويعيش الأخير نوستالجيا حبّ ياقوت من طرف واحد فقط.
في حلقتين، ومن دون لفّ ودوران، نتعرف بعض خفايا حياة خيال التي رمتها والدتها بعدما أنجبتها، فانضمت إلى مكتومي القيد.
نرى جانب الأم في القديرة وفاء طربيه، التي جعلت من نفسها أمّاً حقيقيّة لخيال، فأدّت الوظيفة، وأكّدت أن هذا اللقب المقدّس تستحقه المرأة التي تعلم احترام قدسيته حتى لو لم تُنجب. بادلتها خيال شعور البنوّة، فوشمت عام "1989" على يدها، تاريخ احتضان أمّها الحالية لها. لم تكشف بعد قصتها الشخصية، وهربها من مجهول، في مستهل الحلقة الأولى، لتقرّر الانتحار عبر رمي نفسها في البحر قبل أن ينقذها ياقوت.
ماضي ياقوت لم يكشف بدوره. هو السجين الذي أطلق سراحه، ويحظى برضى أبناء الحيّ باستثناء وديع.
لقاء كان منتظراً بين القديرة منى واصف ونادين نجيم، بعد لقاء دراميّ أخير جمعهما منذ نحو 6 سنوات في الجزء الأول من "الهيبة". دفعت الحشرية إلى استحضاره مع التطلّع إلى الدور الجديد الذي يجمعهما. منى واصف سواء حملت العصا أم لم تحملها، تبقى السيدة الأولى في لغتَي الكلام والصمت. وبالرغم من عنادها ورفضها زواج ياقوت وخيال قائلة له: "مية وحدة بتتمنّى تتزوجك"، إلا أن هذا القلب حنون، لا يعيش في داخله حقد أو ضغينة. من حقها أن تأخذ موقفها من منطلق أم ياقوت التي تريد مصلحة نجلها، لكنها لا تلبث أن تتحوّل طفلة عندما ينطق قرّة عينها حرفاً كرمى رضاها.
كانت لافتة العبارات التي أوجدها مرة أخرى صنّاع الأعمال الدرامية كما بات شائعاً في الفترة الأخيرة. فعلها في رمضان الفائت قصي خولي في "عشرين عشرين"، وكذلك نجيم في "صالون زهرة"، فتعرّف المشاهد في "وأخيراً" على مثل هذه الإيفيهات: "حبيبة هارتي" و"فتت ع براينتي".
حلقتان تتسارع فيهما الأحداث، ويحضر الخوف من قدوم العاصفة التي تأمل خيال في أن يؤجل القدر وصولها. لكن هذا القدر رسم خطّه، ولا مجال لتأجيل رياح يبدو أنّها ستأكل الأخضر واليابس في عمل لا يزال من المبكر وضعه تحت مجهر النقد. لكنّه كما أعلن سيسعى إلى الإضاءة، وبجرأة، على قضايا عدّة تتناول فساد السلطة وصراع المبادىء، فيما يكافح خيال وياقوت لأجل وجودهما معاً.
يُذكر أنّ العمل الرمضاني مؤلّف من 15 حلقة، ويحمل توقيع أسامة ناصر عبيد، ومن إنتاج شركة "الصبّاح إخوان"، ويُعرَض على منصة "شاهد" و "أم بي سي دراما" ( الخامسة بتوقيت لبنان) و"أم بي سي مصر".
يشارك فيه نخبة من الممثلين: نادين نسيب نجيم، قصي خولي، منى واصف، كميل سلامة، فائق حميصي، وفاء طربيه، غابريال يمين، سعيد سرحان، وسام صبّاغ، وسام فارس، أنجو ريحان، فيفيان أنطونيوس، جان دكاش، برناديت حديب، شادي الصفدي، جوزف عقيقي، زينة بارافي، فيصل أسطواني، جوزف ساسين، أسعد حطاب، غنوة محمود، ناتاشا خضرو، ماجد روضه، عبدو حكيم، كميل يوسف، ريتا إبراهيم.
أما شارة العمل "ضاع القلب"، فحملت صوت الفنان نادر الأتات، من كلمات منير بو عساف وألحان هشام بولس وتوزيع عمر صبّاغ.