على الرغمِ من مرور 18 عاماً على إنتاج المسلسل المصري "ريا وسكينة"، الذي استعرض قصة أشهر عصابة متخصصة في قتل المصريات بهدف سرقة مصوغاتهنّ في القرن العشرين، إلا أنّه جدّد نجاحه مرة ثانية وتصدر اسمه ترند مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث وكأنما يُشاهده الجمهور للمرة الأولى.
المسلسل شارك في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم على رأسهم عبلة كامل، سمية الخشاب، الراحل سامي العدل، أحمد ماهر، صلاح عبدالله، ورياض الخولي، حيث جسدوا شخصيات العصابة جميعها.
إحدى القنوات الفضائية أعادت عرض المسلسل خلال الأيام الماضية، ومع تصاعد الأحداث بدأ رواد السوشيل ميديا يبحثون عن تاريخ هذه العصابة من جديد، وتداولوا صوراً حقيقية لأفرادها، فيما تساءل البعض عن مصير الطفلة بديعة ابنة ريا، التي كشفت عن جرائم والدتها خلال التحقيقات، ووفقاً للروايات المتداولة فأوضح البعض أنها أصيبت بمرض خطير وتوفيت وهي طفلة، والرواية الثانية كانت أنه تم وضعها في ملجأ وتعرّض للحريق.
جمال عبدالحميد، مخرج مسلسل "ريا وسكينة" أعرب خلال تصريحات تنقلها "النهار" عن سعادته بالنجاح الدائم الذي يحققه المسلسل في كل مرة يُعرض فيها، وكأنه لأول مرة، مشيراً إلى أنه يتلقى دائماً رسائل من الجمهور والفنانين يُشيدون فيها بالعمل.
وحول سر الحفاظ على هذا النجاح على مر السنين، روى أنه في البداية تردد في تقديم المسلسل ورفض إنتاجه، لكن بعد اجتماعه مع الكاتب صلاح عيسى، صاحب كتاب "رجال ريا وسكينة"، استوحى السيناريو والحوار الخاص بالعمل من الباب الرابع من الكتاب، والذي يتناول نص التحقيقات الأصلية التي أجريت مع ريا وسكينة وجميع أعضاء العصابة، وهذا ما أضفى على المسلسل عنصراً من التشويق والواقعية وهو من أهم أسباب نجاحه.
وختم حديثه بأن المسلسل يعد من أهم أعماله الفنية التي قدّمها على مدار مسيرته الطويلة في السينما والتلفزيون.
كواليس عديدة يحملها هذا العمل الدرامي جاءت على لسان مخرجه جمال عبدالحميد، من بينها أنّ إلهام شاهين كانت مُرشحة لتجسيد شخصية سكينة بدلاً من سمية الخشاب، وقبل التصوير بخمسة أيام اعتذرت عنه لانشغالها في تصوير مسلسل وفيلم، ولكنّ بعد النجاح الكبير الذي حققه وقت عرضه أعربت عن ندمها لعدم المشاركة فيه.
كذلك، كان الفنان الراحل محمود الجندي مُرشحاً للمشاركة فيه، وعندما علمت طليقته عبلة كامل بهذا القرار، أبلغت المخرج جمال عبدالحميد برفضها ذلك الأمر، وبالفعل تم استبعاده منه.
عودة المسلسل لتصدر المشهد الفني في مصر، فتح باب الانتقادات له مجدداً، أبرزهم الناقد جمال عبدالقادر الذي أبدى رأيه فيه خلال منشور له عبر "فايسبوك"، حيث قال إن الفنانة عبلة كامل قدمت خلال شخصية ريا درساً في التمثيل والإبداع الفني، موضحاً أنها من أهم أسباب نجاحه. أمّا عن دور سمية الخشاب، فأوضح أنها لم تكن موفقة في تجسيد شخصية سكينة، وما قدّمته لا علاقة له بالتمثيل، لكنها اعتمدت على حركتها الجسدية فقط وحرصها على أن تظهر جميلة ومغرية طول الوقت من دون النظر إلى سياق الأحداث.
وعن أسباب نجاح العمل، ذكر أنه يعود لعبلة كامل وسامي العدل وباقي النجوم دون الخشاب، كذلك النص الجيد له، لكنّ كان هناك أخطاء إخراجية عديدة لم يلحظها الجمهور وقتها لتركيزه في الأحداث.