فتح عدد من المشاهير في مصر، خلال الساعات الماضية، النار على نقيب المهن الموسيقية الفنان مصطفى كامل، بعد إصداره بياناً يعلن فيه أنه اتخذ قراراً بإلغاء حفل الرابر الأميركي ترافيس سكوت، المزمع إقامته بمنطقة أهرامات الجيزة يوم الثامن والعشرين من شهر تموز الحالي، وذلك استجابةً لدعوات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامه بالترويج لطقوس غير أخلاقية في حفلاته.
من بين هؤلاء الذين انتقدوا قرار مصطفى كامل، الفنان عمرو سعد الذي أكد خلال منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع "فايسبوك" أنه لا يحق لنقيب الموسيقيين أن يتخذ قراراً متحدثاً باسم جموع المصريين. كذلك توجّه باعتذار للرابر الأميركي عما بدر تجاهه، موضحاً أن ذلك القرار سيجعل العالم يفكر بأن المصريين متخلفون ورجعيون، لكنه أشار إلى أن مصر أكبر من متخذي هذا القرار وتعد أرض الفنون والحضارات وشعبها عاشق لضيوفه ويرحب بهم.
لكن منشور سعد لاقى هجوماً كبيراً من متابعيه وطالبوه أيضاً بعدم الحديث بلسان الشعب المصري، ومن أبرز التعليقات: "اقرأ أولاً ثم اعتذر لا بد من أن نحافظ على عاداتنا وديننا ونحمي شبابنا.. نحن لا نهاجم الفن ولا المطربين، لكن لا نشجع على دخول مطرب ماسوني مصر، ولماذا تعتذر له هل لأنه مطرب عالمي؟"، فيما قال آخر: "ستفقد شعبيتك وجماهيريتك بسبب هذا المنشور وعليك التراجع عنه".
كما أعرب رجل الأعمال نجيب ساويرس عن غضبه من قرار إلغاء الحفل، وقال في منشور له عبر "تويتر" إن الخطأ لا يكمن في هذا القرار، ولكن الخطأ من وجهة نظره هو الموافقة عليه ثم إلغاؤه، موضحاً أن ذلك يفقد مصر مصداقيتها أمام شعوب العالم، ويؤكد أنها لا تحترم التعاقدات وتكبّد المنظم خسائر كبيرة. وأوضح أن إعلان الرابر الأميركي لهذا الحفل يعد دعاية عالمية ضخمة لمصر، كاشفاً عن أنه غنّى في السعودية و الإمارات من قبل، وشدد على أنه لا علاقة له بالحفل حسبما يُشاع على الرغم من تولي شركته إدارة منطقة الأهرامات التي سيُقام بها.
في السياق نفسه نشب خلاف إلكتروني بين الشاعر خالد تاج الدين والفنان حلمي عبدالباقي، حيث أعرب الأول في منشور له عبر "فايسبوك" عن رفضه قرار إلغاء الحفل، وتساءل عن علاقة مصطفى كامل به. كما ذكر أنه يتمتع بسلطات قوية لذا اتخذ القرار متخطياً وزارة السياحة والجهات الأمنية في مصر، وأكد أن مصر لن تصبح مثل الدول المتقدمة مثل الإمارات وتركيا والسعودية ما دام كامل يتخذ مثل هذه القرارات.
هذا المنشور أثار غضب عبدالباقي، ورد عليه عبر حسابه الخاص بموقع "فايسبوك" قائلاً إنه لا يعرف سبب تدخله في قرارات نقيب الموسيقيين والحديث عنه بهذه الصورة غير اللائقة. كما طالبه بالهجرة إلى الدول التي ذكرها ما دامت الأوضاع في مصر غير محببة إليه، وطالب الدولة بالرد عليه بعدما ذكر أن سلطات مصطفى كامل أكبر من المسؤولين جميعهم.
من ناحية أخرى، تداول ناشطون، محادثة مسربة بين مدير أعمال الرابر الأميركي، ويُدعى ديفيد سترومبرغ، حيث رد على القرار الصادر من النقابة بإلغاء حفله في الأهرامات قائلاً إنها "مفبركة"، وأنه سيقام في موعده، وحتى الآن لم توضح النقابة عما إذا كان قرارها بسحب تصريح الحفل جاء بعد التواصل مع الجهات الأمنية أم يعبر فقط عن موقفها.
ويُذكر أن نقابة المهن الموسيقية برئاسة مصطفى كامل، أصدرت صباح أمس الثلثاء، بياناً رسمياً أوضحت خلاله أنها الجهة المنوط بها إصدار تراخيص إقامة الحفلات الموسيقية والغنائية في مصر بالتضامن مع وزارة الثقافة المصرية ممثلة في جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية ووزارة القوي العاملة، مشددةً على ضرورة وضع الاعتبارات الأمنية والموافقات من الجهات المختصة على رأس الأولويات فيما يخص إقامة الحفلات، وذلك ضماناً وحمايةً للجماهير.
وأكدت النقابة، في بيانها، أنها تعمل على استقرار الوطن وأمنه وترفض العبث بالقيم المجتمعية والعادات والتقاليد المصرية والعربية، لذا قرر النقيب إلغاء الترخيص الصادر للحفل، حيث جاء ذلك بعد استطلاع آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي والتحقق من المعلومات التي وردت إليهم والتي تضمنت صوراً ومعلومات موثقة عن طقوس ترافيس سكوت، التي يقدمها في أثناء حفلاته.
وكانت حدة الهجوم قد اشتعلت على مطرب الراب الأميركي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث طالب عدد كبير من الناشطين بإلغاء حفله المقرر إقامته بمنطقة أهرامات الجيزة يوم الثامن والعشرين من تموز الحالي، وذلك بسبب اتهامه بالترويج للحركات الشيطانية والجنس وتناول المخدرات، فضلاً عن وفاة العشرات من الشباب بحفلاته التي أقيمت بدول أوروبا الفترة الأخيرة.