تعرّف الجمهور العالميّّ، منذ سنوات، على الشيف التركي بوراك أوزديمير الذي دخل القلوب من دون استئذان بسبب موهبته وإنسانيته التي وظّفها بشكل هادف في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعيّ. وتصدّر اسمه في الأيام الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعيّ بعدما فاجأ متابعيه بتلقّيه صفعة من أقرب الناس إليه، إذ قرّر رفع دعوى قضائيّة ضدّ والده بتهمة الاحتيال واستغلال اسمه.
وبحسب ما ورد، فقد باع والد بوراك حقوق الاسم الخاصّة بشركة "سي زد إن بوراك"، من دون أن يعلم ابنه بالأمر، ما دفع الأخير إلى تعيين محامية، واللجوء إلى المحكمة، لتأكيد عدم ملكيّته إلّا فرع واحد في اسطنبول. أمّا الفروع الأخرى، فلا علاقة له بها.
وحذّر من استخدم اسمه وصورته بطريقة غير شرعية بهدف الاحتيال: "من فضلكم لا تنسبوا الفضل إلى لصوص العمل الذين يستخدمون اسمي وصورتي كقراصنة"، مؤكّداً أنّ "وادي اسطنبول" هو الفرع الوحيد التابع له في المدينة.
تفاعل الجمهور مع ما تعرّض له الشيف، صاحب الابتسامة المحبوبة، معبّراً عن تضامنه ودعمه له في محنته، خصوصاً بعدما حكي عن اضطراره إلى بيع سيارته للوقوف مجدّداً بعد الصفعة القاسية التي تلقّاها من والده.
الصورة الإنسانية واللطيفة للشيف بوراك طالما كانت حاضرة في الأحزان والأفراح. ولا تُنسى الدموع التي ذرفها على ضحايا الزلزال المدمّر الذي تعرّضت له تركيا وسوريا، خصوصاً أنّ أضرار الزلزال أصابت مسقط رأسه بمحافظة هاتاي جنوب تركيا، فرفع النداء حينها راجياً: "أرجوكم، من كانت لديه الإمكانات للمساعدة فلا يبخل بها، الحقيقة أنّ هناك أناس تحت الأنقاض حتّى الآن".
وكان زار المناطق المتضرّرة في منطقتي الأشرفية ومار مخايل بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، وقال إنّه يحبّ لبنان كثيراً، وإنّه عندما شاهد الانفجار على التلفزيون شعر بالحزن الشديد، وتمنّى أن يعود لبنان كما كان، واعداً أنّه سيطبخ مستقبلاً كميات كبيرة للشعب اللبنانيّ كهدية منه.
هو الشيف الذي جعل من زياراته لمخيّمات اللاجئين محطّة ثابتة، خصوصاً في أيّام الصقيع، محاولاً زرع البسمة في قلوب الأطفال وكبار السنّ عبر تقديم عدد من الأطباق والهدايا.
وهو من تعرّض للاختناق خلال مشاركته في إخماد الحرائق في تركيا، وقال حينها: "لقد اتّبعت الطريق المؤدّي إلى النار وجئت إلى هنا، إنّها ليست مجرّد شجرة تحترق هنا، إنّها روحنا، ونتنفّس الهواء نفسه. شكراً آلاف المرّات لكلّ من بذل الجهد".
محزن ما تعرّض له الشيف المحبوب، بعدما وظّف الهدية التي أنعم الله بها عليه بجهده الشخصيّ لخدمة الإنسانية ومحاربة الظلم، فيفاجأ بقدوم الغدر والظلم إليه من أقرب الناس، مسقطاً ابتسامة الأمل التي ينشرها.