يتجدّد اللقاء في التاسع من آب بعد أربع سنوات من الشوق للفنّ الراقي الذي تقدّمه الفنانة تانيا قسّيس، في حفل تطلّ فيه على خشبة مسرح كازينو لبنان بعنوان "زمن". ولأنّ هذا الحفل يحمل فصلاً جديداً في مسيرة قسّيس الفنية، أطلّت في مؤتمر صحافيّ لتقدّم عيّنة عمّا سيكون في انتظار الجمهور في حفل يحمل مضموناً موسيقيّاً جديداً، تزامناً مع إطلاق ألبومها "زمن" قريباً.
بالنسبة إلى قسّيس فإنّ الحفل سيأخذ الجمهور في رحلة عبر مختلف مراحل حياة المرأة، بمشاركة أوركسترا من 35 موسيقياً بقيادة المايسترو أندريه حاج، وممثلين، وراقصين، وروائيّ، مع مزج بين الموسيقى الحديثة والتوزيعات الأوركسترالية الساحرة. وسيتضمّن مزيجاً فريداً من أغنيات ألبومها "زمن" الذي تعاونت فيه مع طوني كرم بالإضافة إلى مختارات من أرشيفها الفنّي.
ما سيقدّم في الحفل هو أشبه بقصص محكية محورها المرأة من اللقاء الأول بالحبيب، وبراءة المشاعر في تلك اللحظة المحورية في حياتها إلى التضارب الداخليّ وهي تكتشف حبّها السرّي، وصولاً إلى سيناريو الحبّ وجبروت المرأة على التحمّل ومقاومة صعوبات الحرب. لم تغفل قسّيس وكرم أهمّ مرحلة في تحوّل المرأة فسلّطا الضوء على رحلتها نحو التمكين وتقبّل فرادتها.
وعلى الرغم من الرمزية الوازنة لمضمون الأغنيات الجديدة، إلّا أنّه كان هناك إصرار على التعبير عنها بسلاسة وكلمات بسيطة، جنباً إلى جنب مع موسيقى أوركسترالية راقية لكن محدّثة.
إذن، هي عودة فنية رسمية ومتكاملة لقسّيس، وتشرح في هذا الإطار في حديث لـ"النهار": "شعرت أنّني أستطيع الكلام اليوم، وبتّ جاهزة، على عكس المرحلة السابقة التي مررنا بها في جميع صعوباتها، إذ كانت تقودني مزاجيّتي إلى التواجد داخل الأستديو، وتسجيل أغنية عاطفية قد تعبّر عن حالة آنية كنّا نمرّ بها".
وتلفت إلى أنّها وعلى الرغم من الخطّ الفنّي الوطنيّ الثابت والحاضر في أعمالها المقدّمة، "إلّا أنّني في تلك الفترة لم أستطع أن أقدّم هذا النفس الوطنيّ، هربت ولجأت إلى طعم آخر من الأغنيات، أحسست أنني إذا أردت الغوص في الدوامة الصعبة التي ندور فيها، فإنّ ذلك من شأنه أن يؤثّر على ما أقدّمه من طاقة إيجابيّة أحرص على تصديرها إلى الجمهور عبر الفنّ. فبحثت عن الحبّ بعناوينه العريضة، وتخلّيت عن المصطلح الدارج "الوقت غير مناسب"، لأنّني أعتبر أنّ الوقت المناسب قد لا يأتي ولا أريد أن أطمر أعمالاً أحبّها في الدرج كرمى ذلك، خصوصاً أنني أشعر أنّ لديّ الكثير من القصص أريد التعبير عنها، وهذا ما سأسعى لتقديمه في حفل الكازينو".
وتتابع: "اليوم أعود بنفَس جديد، أقدّم دمجاً من الموسيقى الكلاسيكية والحديثة بمضمون وشكل قريبين من الناس، من دون أن أتخلّى عن هوية تانيا قسّيس، لأنّ هدفي اليوم إيصال هذه الموسيقى إلى الجيل الجديد أيضاً".
المناسبة الفنّية مع قسّيس لم تخلُ يوماً من هدفها الإنسانيّ، والجميع يذكّر مبادرة جمعية "One Lebanon" الشهيرة، لذلك سيستكمل هذا التعاون مع الجمعية وسيذهب جزء من أرباح الحفل إلى برنامج "IllBeTheChange" لمساعدة الشباب الذين أثّرت الأوضاع الاقتصادية على قدرتهم في استكمال تعليمهم الموسيقي. وتقول قسّيس في هذا الشقّ: "نقدّم كجزء من هذا الدعم صفوفاً مجّانية للمواهب الشابة إيماناً منّا بأنّ هذا الجيل لا يجب أن يتخلّى عن الشغف الذي يحمله في عالم الموسيقى، والذي خفت بسبب جائحة كورونا والأوضاع الاقتصاديّة التي يمرّ فيها لبنان.
للمايسترو أندريه الحاج مهمّة أوركسترالية في حفل "زمن"، والتي يصفها بالممتعة، معبّراً عن سروره للشخصية الجديدة التي تطلّ فيها قسّيس، ويقول لـ"النهار": "تمّ اللقاء مع المؤلّف الموسيقيّ وكاتب ومخرج أغنيات ألبوم "زمن" طوني كرم، وسنبدأ مع الأوركسترا البروفا الأولى الخاصّة بالحفل في السابع من آب. ما تقدّمه اليوم قسّيس هو مرحلة جديدة في مسيرتها، لجهة الصورة والمضمون والتوزيع الموسيقي والتي ستكتمل مع مشهديّة خاصّة ستقدّم على المسرح بتوقيع كرم. لهذا السبب، ما ينتظره الجمهور ليس ألبوماً متشعّباً بمواضيع موسيقية منوّعة، إنّما هو أشبه بقصص مترابطة بجماليّة راقية وحديثة في آنٍ معاً."
يفقه المايسترو الحاج "اللعبة الفنيّة" التي ستقدّم في كازينو لبنان، وسيسعى انطلاقاً من دوره كقائد للأوركسترا أن يترجم الإحساس المشترك الذي وضعه كلّ من تانيا قسّيس وطوني كرم في هذا المولود الفنّي الذي لن تنتهي قصّته في التاسع من آب، بل ستجول بعد كازينو لبنان في عدد من البلدان رغبة من صنّاعها في نشرها إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.