في الزمن الصعب والأيام الحرجة، مَن سوى السيّدة ماجدة الرومي يمكنه أن يُغنّي جراح بيروت فيُبلسمها؟
"محاولة تشكيلية لرسم بيروت"، هكذا عنوَن الشاعر الخالد نزار قبّاني قصيدته التي حوّلتها حنجرة الماجدة أخيراً إلى "عندما ترجع بيروت"، نشيد ملحميّ ترفعه صلاةً على نيّة "رجوع بيروت بالسلامة"، المدينة التي تكبّدت ظلماً وجراحاً ووجعاً.
تُغنّي الرومي قصيدة جديدة كتبها الشاعر الذي أحبّ بيروت بصدقٍ كما لم يحبّها قادة وسياسيّون اؤتُمِنُوا عليها. في الأغنية الجديدة صدى من "بيروت ستّ الدنيا"، غير أنّها أكثر حلماً، أكثر رومنسيّة، وأشدّ تعبيراً عن الوجع الذي يُهَشّم الروح العظام، ذلك الوجع - الثمن، الذي يدفعه عشّاق بيروت كلّما تعلّقوا بها وانتُزعت منهم.
يتحوّل إيقاع "عندما ترجع بيروت" ليكتسب طابعاً صاخباً، يُذكّر بأسلوب أغنيات ماجدة في الرقص على الوجع والتغنّي بالتضحيات وفصول الشهادة وبذل الذات. تكتسب طابعاً حزيناً تُغزّيه النوستالجيا؛ هي أغنية هاربة من أرشيف الثنائيّ ماجدة - نزار، تنتمي إلى جيل الكلمة الفجّة لشدّة صدقها وواقعيّتها، واللحن الملتزم الذي ينأى بنفسه عن المبتذل. إنّها أغنية نضجت ولم تكبر، كأنّها كُتبت ليومنا هذا، لتُسمع اليوم، حان وقتها أخيراً فوُلدت.
تُهدي ماجدة الأغنية إلى أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت، وكلّ أهالي شهداء لبنان الأبرار. تُهديه إلى "اللبنانيّين الذين طوّعوا المستحيل، وتحمّلوا من المؤامرات المتلاحقة المجرمة المحاكة ضدّهم أهوالاً لم يتحمّلها شعب في الدنيا، على أمل أن نستعيد قريباً قرارنا الوطنيّ الحرّ المُصادَر منّا، وأن ترجع بيروت إلينا بالسلامة، اليوم قبل الغد بإذن الله".
عملٌ يليق بمسيرة ماجدة، متكامل لجهة الكلمات (نزار قباني)، اللّحن (يحيى الحسن)، التوزيع الموسيقيّ الأوركستراليّ (ميشال فاضل)، التوزيع الموسيقيّ الشرقيّ (حسن يحيى المعوش) والصورة التي أخرجها شربل يوسف.