أفلحت حركة المهرجانات في لبنان في تغطية العيوب السياسية والمعيشية التي يتخبّط بها هذا البلد بعدما فُرضت "بالقوّة" عناصر الحياة والفرح على الأرض. وبعد انطلاقات وازنة لمهرجانات عدّة، أتى دور "مهرجانات القبيات الدولية" التي تنطلق فعالياتها غداً الخميس (10 آب) وتستمرّ إلى 13 منه.
تؤكّد رئيسة لجنة المهرجانات سينتيا حبيش أنّ "عكار ليست متروكة، وسيترجم هذا الاهتمام عبر تقديم أبهى صورة واقعية لعروس عكار والشمال ضمن نشاطات بيئية ودينية ورياضية وفنّية منتقاة". وتلفت إلى أنّه "في ظلّ الظروف التي نمرّ بها، نتمسّك بالحياة والفرح، ورسالتنا الأساس الإضاءة على ما منّه الله على هذه البقعة الجغرافية من جمال عجائبيّ".
إذن، تأتي مهرجانات القبيات هذا العام على صورة رحلة مع الذات في رحاب الطبيعة، تبدأ في يومها الأول بافتتاح البرنامج البيئي ورياضة السير على الأقدام في غابة كرم شباط التي تتميز بشجر الأرز والشوح واللزاب، وحجز موعد استثنائي مع لحظات غروب الشمس.
وفي 11 آب، تحتضن قاعة معمل الحرير التراثيّ محاضرات ونشاطات بالتعاون مع مؤسسة "SPNL"، بهدف الإضاءة على أهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية، خصوصاً الطيور والتوعية على الصيد المنظّم والمسؤول والعدد المسموح به. وسيلقي وزير السياحة وليد نصار ندوة في هذا الإطار بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين. لتنطلق بعدها صافرة الافتتاح الرسمي للمهرجانات بأمسية مع الفنان غي مانوكيان الذي يحيي حفلاً للمرة الأولى في معمل الحرير التراثي، في حضور شخصيات سياسية وديبلوماسية وإعلامية.
ثمّ ينطلق يوم 12 آب بقداس احتفاليّ في دير مار شليطا الأثري يرأسه راعي أبرشية طرابلس المطران يوسف سويف. وتكشف حبيش أنّه سيدرج أول معلم ديني على لائحة السياحة في لبنان. وعند العاشرة مساءً، سيكون الموعد مع أمسية فنية مع الفنان جو أشقر التي ستحمل مضموناً جديداً وبأسعار رمزية. أمّا 13 آب، فسيستكمل بنهار بيئيّ في زيارة لمواقع طبيعية يتخلّله رياضة التأمل بالطبيعة واليوغا وفطور تراثيّ.
بالنسبة إلى حبيش، "لا يتوقّف العمل إلى أن تكون القبيات وجهة سياحية ومقصداً يستحقّ قطع المسافات للوصول إليها بتسهيلات نقل مؤمّنة ومسهّلة"، لافتة إلى أنّه "في الوقت عينه، ما يجري توفيره عبر هذه البرامج كفيل لتحريك العجلة الاقتصادية في منطقة باتت جاهزة لاحتضان كلّ زائر. لهذا السبب أوجدنا برنامجاً منوّعاً يستهدف الأفراد والعائلات وأبناء الشمال."
تصوير: ميشال حلاق
اكتملت التحضيرات اللوجستية والعملانية للانطلاق بالأنشطة البيئية والرياضية والتثقيفية والأمسيات الغنائية بعد جولة تفقّدية قامت بها حبيش، اليوم، في معمل الحرير التراثي الذي صنّفته وزارة السياحة العام الماضي كموقع سياحي.
وتؤكّد أنّ "هذا هو لبنان الحلو وعكار النقيّة. لقد اكتست القبيات حلّة جديدة لاستقبال الوافدين إلى المهرجان بديكورات وتنظيم وروحية ستكون مفاجئة. ويبقى أن نوكّل أمرنا لله كي يبارك لنا الخطوات، خصوصاً أننا نمرّ في أيام صعبة، لا نحيد عن التمسّك بإرادة جبّارة وثقة متراكمة أسسناها على مدى سنوات ما نزال نقطف ثمارها الداعمة بفخر."
وتختم: "في ظلّ لحظات التردّد حول مدى جهوزيتنا لإطلاق فعاليات المهرجان، علا صوت الإصرار: لا يمكن أن تكون عكار خارج خريطة المهرجانات، لازم تكون بالطليعة".
تصوير: ميشال حلاق