لم يخفت وقع حفل الفنان المصري عمرو دياب، إذ لا يزال الجمهور اللبناني إلى اليوم يتطرّق إلى مضمونه، سواء بالسلب أم بالإيجاب، خصوصاً بعد الحديث المتجدّد عن عودة ثانية للنجم المصريّ لإحياء حفل جديد في لبنان.
وأمام تفاعل الجمهور اللبناني مع الحفل، كان للمشاركين في مهرجان الفرح، الذي أضاء سماء بيروت ليلاً، مشاعر وكلمات، قد لا تختصر ما شهدوا عليه في التاسع عشر من آب، أمام أكثر من 16 ألف متفرّج. من بين هؤلاء مؤسّس أكاديمية "Dance Factory" لتعليم الرقص مايك بولاديان، الذي لا يزال يحتفي بمشاعر الفخر والفرح بعد اللوحة الراقصة التعبيرية، التي قدّمها أمام الآلاف.
يكشف بولاديان كواليس مشاركته و11 راقصاً محترفاً ينتمون إلى أكاديمية "Dance Factory"، فيقول في حديث لـ"النهار": "قبل أسبوع واحد من حفل عمرو دياب، أتانا تأكيد مشاركتنا، وتمّ الاتفاق معنا بشكل رسميّ لتقديم لوحة راقصة تعبيريّة موجّهة إلى مدينة بيروت". ويتابع: "الفضل في اكتمال فرحتنا يعود إلى مصمم الرقص وأحد أهم الأعضاء في لجنة تحكيم برنامج "الرقص مع النجوم" ربيع نحّاس، الذي وضع ثقته الكاملة بي، وبدأ التعاون بيننا للولوج بفكرة تُترجم الكثير والكثير من مشهديّة بيروت التي جسّدت دورها في اللوحة الفنية زينة عسّاف".
اتفق بولاديان بصورة قياسيّة مع مجموعة من الراقصين المحترفين اللبنانيين للمباشرة في تنفيذ المتفق عليه، فيوضح: "انطلقت الاقتراحات، وبدأت الأفكار تتدفق لأجل رحلتنا في حبّ بيروت. وأعترف أنّه خلال فترة التحضير، كنّا نشعر بطاقة غريبة، بالرغم من الفترة الزمنيّة القصيرة التي وضعتنا أمام تحدٍّ منّ علينا بمشاعر رائعة".
اعتلى بولاديان وشريكته زينة عسّاف وأعضاء الفرقة الراقصة المسرح، فتمايلوا على وقع أغنية الفنانة نانسي عجرم "إلى بيروت الأنثى"، وأكملوا رحلتهم التعبيرية مع المبدع رودج، فكانت هذه المشهدية: قصة عن لبنان الحلو في زمنه الذهبيّ القديم، الذي عصف به زمن آخر فأسقطه مرات عدّة، لكنّه مع كلّ سقوط مدوٍّ كان ينهض وينتفض لأجل الحياة.
التحدّي الأكبر كان في ترجمة هذه القصّة الوطنية عن لبنان وبيروته عبر لغة الجسد: "شعرتُ بالتأثر عندما تنبّهت إلى وصول الرسالة عبر لغة الجسد، بدقّتها، إلى الجمهور الذي أبدى تفاعلاً جميلاً مع المشهدية الراقصة، التي قدّمناها لتؤكد عودة بيروت. وأعترف أنّ الدموع خانتني وأنا على المسرح، فقد كان أشبه بحلم".
بالنسبة إلى بولاديان، سيبقى وقع حفل عمرو دياب سارياً، ويوضح: "لقد استعانوا بنا كراقصين لبنانيين، وهذا اعتراف بأنّ ما يملكه لبنان قيّم على شتّى الأصعدة. لقد أثبتنا أنّه مهما مرّ على لبنان فهو لا يستسلم، بل يتمسّك بالأمل كي يقول لشعبه: لا تغادروني... سأعود".