احتجز الممثل الكوميدي نور حجار نحو 11 ساعة لدى الشرطة العسكرية، ثم أطلق سراحه مساء أمس، من دون أن يُغلق ملف استدعائه على خلفيّة إلقائه نكتة عن العكسريين في الجيش اللبناني.
حجار، وخلال أحد العروض التي تقدّمها مجموعة "Awkward"، ألقى نكتة عن العسكريين الذي يعملون في مجال توصيل الطلبات، مكمّلاً نكتته بالقول إنّ العسكريين سيكونون على دراجات نارية لتوصيل الطلبات إلى الحدود. وجاء على لسان حجار: "ملاحظين كلّ "Toters" جيش؟ كلّو جيش برو. بتقلّو عطيني 5 بيعملّك 5 "بوش آب". عم تتخايل تقصف إسرائيل، بس كلّ الجيش بـ"توتيرز"؟! بتلاقي 30 موتوسيكل لـ"توتيرز" على الحدود، صاروخ واحد بتطرطش الدني "هاني ماسترد".
وبحسب المحامية ديالا شحادة، التي تتابع قضية حجار، وبالرغم من تركه، فإنّ "التحقيق مستمرّ، وهي تتابع المستجدات لتبيان ما إذا كانت النيابة العامة سوف تدّعي على حجار أم أنها ستحفظ التحقيق"، مضيفة أنّه في "يوم الإثنين سيتم التحقيق مع رئيس المؤسّسة الفنية "Awkward" داني أبو جودة في الشرطة العسكرية".
احتجاز حجار والتحقيق معه قسّم الآراء بين من رأى أنّ النكتة جاءت في غير مكانها، خصوصاً أنّ الجيش اللبناني لا يزال يقدّم التضحيات ويمسك أمن البلد، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها، والدخل المتدني الذي يتلقّاه، وبدل التطرّق إلى اضطراره للعمل في أعمال أخرى بهذه الصورة الساخرة، كان الأوجب تقديم التحية بصورة جدّية، وعبر منبر "ساخر"، كعربون شكر ووفاء لهذه المؤسسة التي فقدت شهيدين لها أخيراً في حادثة سقوط مروحيّتهما في إحدى القرى الجبليّة.
الجابب الآخر من التعليقات لم ينتقد نكتة حجار، بل رأى أنّ الإضاءة على ما يضطر العسكريون إلى القيام به، إضافة إلى جهودهم الجبارة في مسك الأمن، وبهذه الطريقة الساخرة، لا يُفقد المؤسسة العسكرية هيبتها. وأشارت هذه الفئة إلى أنّ نكتة حجار تلقي الضوء على واقع مرير يمرّ به العسكريون، ولا يجب السكوت عليه بشتى الطرق، حتى وإن أتى وقعه ساخراً. ووجدت أنّ احتجاز حجار ما هو إلا خرق جديد لحرية الرأي، فيما لا يزال السياسيون والمسؤولون عمّا آلت إليه أمور العسكريين كما المواطنين أحراراً من دون عقاب.