أطلقت منظمة "أقوى" حملة توعوية شاملة تسعى من خلالها إلى مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية الخطرة، التي أصبحت تهدّد المجتمع اللبناني وخصوصاً جيل الشباب، وذلك من أجل تقليل مخاطر الهجرة غير الشرعية وتوعية المجتمع حولها، ولهذه الغاية أنتجت المنظمة فيلماً توعوياً قصيراً، نفّذه المخرج إيلي ف. حبيب، وفريق عمله.
ويلقي الفيديو الضوء بشكل واقعي على مخاطر الهجرة غير الشرعية بعد أن فقد المواطنون اللبنانيون أيّ أمل بوطنهم واتجهوا الى خيار الهروب منه. كما يوضح مخاطر الرهان على حلم الهجرة إلى أوروبا، وينبّه إلى الوهم الذي يعيشه الأفراد الذين يتّجهون لهذا النوع من الهجرة، معتقدين بأنّهم سيجدون حياة أفضل في الخارج، بينما يكشف الواقع أنهم قد يواجهون تحديات كبيرة وأخطارًا حقيقية في بلاد الغرب. تهدف هذه الحملة الى إيصال رسالة مفادها أن الهروب من واقع مرير إلى واقع آخر أكثر مرارة ليس حلاً، وإنما هناك دائماً خيارات أخرى.
حرصت "أقوى" على أن يكون هذا الفيلم مصنوعاً من الأبطال الحقيقيين الذين اختبروا أهوال الهجرة في البحر، إذ يلعب الفتى غازي قدور، الذي خسر والدته وأخاه بأحد قوارب الموت في 24 نيسان 2022، دور البطولة، إلى جانب عدد من الناجين، وأبرزهم جهاد متلج الذي لعب دور الأب، فيما هو لا يزال يبحث عن ابنه الذي غرق في مركب طرابلس. وقد شارك في الفيلم، الذي نفذ في مرفأ الصيادين ببيروت، الممثلان فادي أبي سمرا وسلطان ديب، ما أضفى على الحملة البعد الواقعي والإنساني العميق.
إن منظمة "أقوى" التي تعهدت تنفيذ العديد من مشاريع التنمية الإنسانية، تؤكّد على السير قدماً بحملة مكافحة الهجرة غير الشرعية والتوعية من أخطارها بأسلوب استثنائي ومؤثر، وهذه الحملة ستمتد لتضع مشروع قانون لتجريم المتاجرين بالمهاجرين، كما ستقوم "أقوى" بدورة تأهيل للأهالي الذين خسروا أبناءهم في البحر والعمل على تمكينهم وتوفير دورات تدريبية لهم في عدة مجالات ليتمكنوا من الانخراط في سوق العمل.