احتفل الجمهور المصري، أمس الجمعة، بمرور خمسين عاماً على ذكرى حرب السادس من تشرين الأول، والتي نجح الجيش المصري من خلالها في هزيمة الجيش الإسرائيلي، واسترداد أراضيه المنهوبة.
ولم تقتصر هذه الحرب على الجنود الذين كانوا يحملون أسلحتهم في مواجهة العدو وحدهم، بل كان للفن وللفنانين دور ملموس في توثيق لحظات هذه المعارك الوطنية، فأنتجت الدولة وقتها عشرات الأعمال الوطنية التي لا تزال علامة مميزة في يوم الاحتفال بذكرى النصر.
الراحل محمود ياسين، كان واحداً من أبرز الفنانين الذين أثروا السينما المصرية بمجموعة من الأعمال الوطنية التي استعرض من خلالها نماذج لأبطال الحرب، ووصل رصيده الفني في تلك النوعية من الأفلام نحو ثمانية أفلام أبرزها "الرصاصة لا تزال في جيبي".
الفنانة القديرة شهيرة، أرملة الراحل، كشفت خلال تصريحات خاصة لـ"النهار" عن تفاصيل وكواليس تلك الأعمال الوطنية التي قدّمها الراحل، حيث قالت إنه لم يوافق على الظهور فيها بدافع المال، لكنه كان يشعر بمسؤولية وطنية تجاه بلده، وحرص على توثيق شهادات الجنود والضباط الذين شاركوا في هذه الحرب للجماهير، مؤكدةً أنه كان يرغب في تعليم الشباب أهمية حب الوطن وكيف أنه راح مئات الشهداء من أجل الحفاظ عليه.
وأكدت شهيرة أنّ الراحل كان يرغب في إنتاج عشرات الأفلام من هذه النوعية بغض النظر عن العائد المادي الذي لم يدقق فيه وقتها، لكن بعد مرور سنوات على حرب السادس من تشرين الأول توقف إنتاجها وعادت الأفلام التجارية للسيطرة على الساحة.
كواليس الأفلام التي شارك فيها محمود ياسين ليست سهلة، وكادت تعرّض حياته هو وفريق العمل المعاون له للخطر، حيث كشفت الفنانة القديرة عن أنّ بعض الأسلحة المستخدمة فيها كانت حقيقية، ويقضون ساعات تصوير طويلة بالصحراء، حيث كانوا يعانون ارتفاع درجات الحرارة وارتداء الملابس العسكرية الثقيلة.
وشددت شهيرة على أهمية دور الفن في توثيق روايات حرب السادس من تشرين الثاني، مطالبةً شركات الإنتاج في مصر حالياً بالاهتمام بهذه النوعية من الأفلام التي "تسهم في تعزيز روح الانتماء والوطنية لدى الشباب في وقت يسعى فيه البعض لتغذية عقولهم بأفكار تخريبية من شأنها هدم الدولة المصرية".