شنّ الفنّان السوريّ ياسر العظمة هجوماً حادّاً على مسلسل "جوقة عزيزة"، الذي عُرض خلال السباق الرمضانيّ الماضي، وحقّق نجاحات عدّة.
وردّ مؤلف العمل الكاتب خلدون قتلان، على هذا الهجوم عبر "فايسبوك" قائلاً: "إلى الكبير ياسر العظمة، مع حبّي، عذراً أيها الشيخ الجليل، فمفهوم (الترند) لا يليق بك، ولا بتاريخك، نحن لا نواجه أزمة نصّ بل أزمة قارئ لهذا النصّ، وأزمة فهم لما يحتويه النصّ من رسائل، وأدعوك أيّها الجميل إلى الاتّصال بالدمشقيّ العتيق الدكتور سامي مبيض المؤرّخ والباحث المختصّ في التاريخ علّه يرشدك إلى ما قدّمه (مسلسل بطلته مغنية وراقصة ومعها طبّال) حسب وصفك في رسائل، أو علّه ينعش ذاكرتك ويدلك على شارع البدوي الدمشقيّ، أو عساه يشرح لك أهمية البحث التاريخيّ الذي قدّمه نصّ جوقة عزيزة، في جريمة مقتل فتى الشام فوزي الغزي الذي ذكرته في بداية حوارك مع الأصدقاء، في كلّ مكان، وهذا إن دلّ فيدلّ على أنّك تهاجم أعمالاً لم تشاهدها".
وأضاف: "فعلاً يا أستاذ "درامانا" ليست بخير، فكبارها كشخصكم الكريم، لم تعلّمهم التجربة المصريّة احترام نتاج أعمال تقدّمها دراما بلدهم الذي قدّمهم إلى الجمهور العربيّ، كلّ ما تحاول فعله الآن أيها المحترم هو مهاجمة دراما بلاد أنهكتها الحرب طمعاً في زيادة رصيدك على حسابنا، ولكنّك يا معلّم فعليّاً تنقص رصيدك، والفخر لنا يا أستاذ كلّ الفخر، فلقد صنعنا دراما من دمشق وفي زمن الحرب والحصار والدمار، بينما كنتم ترسلون إلى الشام نسمات الشوق من مصر العربية وعبارات الحنين من مركب السنونو المهاجر".
وتفاعل الجمهور مع ما توجّه به قتلان إلى الفنان السوري، ورغم تأييد البعض لكلامه، إلّا أنّ هناك فئة طالبته بتقبّل النقد وأنّ ياسر العظمة، من حقّه التعبير عن رأيه.
وردّاً على مثل هذه الانتقادات، قال قتلان عبر "النهار": "لنطرح السؤال الآتي: هل يحقّ لأيّ أحد أن يظهر في فيديو مسجّل على قناته على "يوتيوب" ويحطّ من تجارب مئات الأشخاص الذي عملوا لسنوات طويلة في أقسى الظروف، فينصّب نفسه (ناقداً انطباعيّاً) ويتحف الجمهور بوجهة نظره الخاصّة، والنقد الانطباعيّ لمن لا يعرف بحسب تعريف أهل الخبرة (هو نقد يصدر من شخص تحت تأثير الانطباعات الأوّلية السريعة الذوقيّة أو المزاج الخاصّ الفرديّ، ولا يصدر عن تفكير عميق وتأمّل ودراسة معمّقة، بل مجرّد أحكام جزئيّة عامّة سريعة غير معلّلة، يصف فيها الناقد النصّ ولا يبيّن الأسباب التي دفعته إلى ذلك، ويتميّز هذا النوع من النقد بالسذاجة والبساطة والمبالغة في إصدار الأحكام، لأنّه مبنيّ على الانفعال والتأثّر والنظرة غير المتأَنّية، ولم يُبنَ على قواعد وأسس علمية صحيحة)".
وأضاف: "فإذا كان الجواب نعم، يحقّ للسيد العظمة أن يخوض في نقده الانطباعيّ نظراً لتاريخه في سلسلة (مرايا)، فيكون جوابي ويحقّ لمن وجّه إليه هذا النقد أنّ يردّ ويوضّح ويدافع عن نفسه، دون أن ننسى بأنّ آخر أعماله كان (السنونو)، العمل الذي خيّب آمال الجمهور، ثمّ لنطرح سؤالاً آخرَ، أليس ما ذكره الطبال بهذا التهكّم والازدراء انتقاصًا من قدر زميل له في المهنة له باع طويل وتاريخ يحترم؟".
وتابع كاتب العمل قائلاً: "المشكلة تكمن في نوع النقد وطريقة طرحه، وهو للأسف طريقة نقديّة يعتمدها معظم من يدّعون أنّهم نقّاد فنيّون، وهنا تكمن الكارثة في محاكمة أيّ عمل دراميّ".
واستطرد: "أمّا عن الأسباب التي دفعت السيّد العظمة إلى توجيه سيل من الانتقادات إلى الدراما السورية بشكل عام، فلا أستطيع الإجابة عنه، ولكن نحن لنا الظاهر وهو خرج علينا عبر قناته على "يوتيوب"، لا عبر مقابلة على محطّة ما، وهنا يأتي السؤال هل ينقصه الانتشار؟ إذا كان الجواب لا، فالهدف ربحيّ حتماً".
واختتم خلدون تصريحاته بالقول: "يحزنني جداً أنّ الشارع مستعدّ دائماً للانقسام عند أوّل مطبّ، ولديه الكثير من الرغبة لنتف ريش بعضه، وأذكّر الجميع أنّ الكبير هو من يجمع الناس على المودّة والحبّ، فمهمّة الفنون ترسيخ قيم الخير والحبّ والجمال".