تزامناً مع الأحداث التي تشهدها دولة فلسطين المحتلة هذه الأيام، واستمرار عمليات القصف الجوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة، عاد الأوبريت المصري الشهير "القدس هترجع لنا" ليتصدر المشهد من جديد، حيث يواصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداوله، ليكون تعبيراً بسيطاً منهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
أوبريت "القدس هترجع لنا"، كتبه الشاعر المصري الدكتور مدحت العدل بعد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة في أيلول عام 2000، حيث أثارت صورته وهو مختبئ خلف والده خوفاً من رصاص جيش الاحتلال، تعاطف وغضب الشعوب العربية، وعبرّ كل شخص بطريقته عن رفضه لهذه المشهد الوحشي.
في هذه الفترة، كان العدل منشغلاً في التحضير لفيلم "أفريكانو"، الذي لعب بطولته الفنان أحمد السقا، وفي أثناء عودته من السفر، كتب كلمات الأوبريت ليعبّر من خلاله عن تضامن فناني مصر مع الشعب الفلسطيني. وفي غضون ثلاثة أيام، نجح في التواصل مع أكثر من عشرين فناناً وفنانة وعرض عليهم المشاركة في غنائه، أبرزهم: هدى سلطان، نادية لطفي، إلهام شاهين، يسرا، أحمد زاهر، شريف منير، محمد محيي، شيرين، سميحة أيوب، لبلبة، دنيا سمير غانم.
وعلّق مدحت العدل خلال تصريحات خاصة لـ"النهار " عن سر استمرار نجاح الأوبريت على الرغم من إنتاج أعمال مشابهة له بعد سنوات من طرحه، وقال إنّه لم يكن مجرّد عمل فني، بل تعبيراً من فناني مصر عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم الانتهاكات التي تمارس ضده، لذا كان قريباً من قلوب الشعوب العربية، وفي حال حدوث أي مستجدات أو ممارسات غير إنسانية ضد هذه الأرض المحتلة، يتم استحضاره مجدداً لبث روح الحماس والتضامن مجدداً.
وعن إمكانية طرح عمل وطني جديد بالقيمة نفسها والمستوى الذي خرج به الأوبريت، أكد العدل صعوبة الأمر في الوقت الحالي، معللاً ذلك بعدم القدرة على جمع عدد كبير من النجوم والنجمات في عمل واحد، حيث أصبح الأمر ليس سهلاً مثلما كان في بداية الألفية الثانية.
يذكر أنّ إدارة مهرجان الجونة السينمائي في مصر، أعلنت عن تأجيل موعد انطلاق فعاليات الدورة السادسة منه لمدة أسبوعين، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتقديراً للأحداث المؤسفة التي يمرون بها، على أن يقام في موعده الجديد وهو السابع والعشرون من شهر تشرين الأول الحالي تحت عنوان "سينما الإنسانية".