أشعل الفنان محمد فؤاد حالة من الجدل الواسع، خلال الساعات الماضية؛ بعد إحيائه حفلاً غنائياً في المملكة العربية السعودية، أقيم الخميس الماضي، على خشبة مسرح بنس مارك ضمن حفلات موسم جدة، برعاية المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية.
فؤاد حقق نجاحات كبيرة خلال هذا الحفل، بدءاً من الحضور الجماهيري الضخم والتفاعل الكبير معه، والتصفيق الحاد له عقب انتهائه من كل أغنية يقدمها.
وإلى هذه اللحظات لم تكن هناك أي مشكلات أو أزمات، لكن بدأ الأمر يشتعل عقب تصريحاته التي أدلى بها خلال الحفل، وعقب انتهائه في مؤتمر صحافي بعد نجاح الحفل.
فؤاد علق قائلاً: "حلم أننا نغني لأعظم ناس على وجه الأرض، السعودية ساكنة داخل قلب كل الوطن العربي، الشعب السعودي هو الذي علمنا معنى أخلاق وكرم، وأنا ممكن أعتزل الغناء بعد هذا الاستقبال".
الفنان المصري لم يكتفِ بهذه الكلمات، بل زاد الجدل بحديثه لوسائل إعلام سعودية، وذلك في المؤتمر الصحافي الذي عُقد بعد انتهاء حفله بجدة، عندما قال إنه سعيد وفخور باستقبال الجمهور السعودي له، مؤكداً أنه شعر كأنه يغني لأول مرة.
وأوضح أنه عندما غنى في السعودية شعر بأنه كان في حلم؛ لأن الغناء هناك، حسبما قال؛ يعد حلماً، مهما كان تاريخه الفني، موضحاً أن السعودية ستظل في قلوب الجميع، ومن لا يحبها في قلبه مرض.
هذه التصريحات أشعلت فتيل الغضب في قلوب الجمهور المصري؛ معتبرين حديثه بمثابة إهانة لبلده مصر، لا سيّما بعد قوله إن الشعب السعودي هو من علم الجميع الكرم والأخلاق.
كثيرون، ربطوا بين ما قاله فؤاد وتصريحات المطربة السورية أصالة التي أطلقتها بحفل في السعودية، خلال كانون الأول الماضي، قالت فيها: "من أجمل الحفلات التي قدّمتها في حياتي... تاريخي كله الفضل فيه للمملكة العربية السعودية التي سأظل مدينةً لها العمر كله".
هذه التصريحات مثلما فتحت النار على أصالة، ورفض مصريون حفلها الأخير في مصر، فإن فؤاد يبدو أنه سيعاني كثيراً تبعاته، ما بين مؤيدين ومدافعين، بعدما أصبح خلال الساعات الماضية حديث الجميع في مصر.
وفي سياق مختلف، علق الإعلامي عمرو أديب على أزمة تصريحات محمد فؤاد، معرباً عن استيائه الشديد من الهجوم عليه.
وقال أديب في تصريحات عبر برنامجه الحكاية، المذاع على شاشة قناة أم بي سي مصر، إن الهجوم غير طبيعي، مؤكداً أنه من الممكن أن يكون قد خانه التعبير، بسبب سعادته البالغة بالحفل، ولكنه لا يستحق كل هذا الهجوم.
كلام أديب رد عليه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس قائلاً في تغريدة على صفحته الرسمية على تويتر: "كلامك ليس في محله. الولاء الأول لبلدك بغض النظر عن مصالحك… خانه التوفيق مصر أم الدنيا ولو مرضت أو تعبت تظل أم الدنيا واللي ملوش خير في بلده ملوش خير في أي حاجة !!!! مع احترامي للمملكة وكل التطور اللي بيحصل فيها".
وعلق الممثل المصري صلاح عبدالله، على ما حدث في الحفل، ولكن دون ذكر اسم فنان بعينه، إذ وجه رسالة غير مباشرة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.
وقال: "رجاء للأصدقاء والزملاء الذين يعرضون فنهم في المملكة الشقيقة الغالية علينا كلنا، خالص الشكر الجزيل لكرم الضيافة والاستضافة والتقدير الواضح للفن المصري رواده ونجومه وكل عناصره، لكن أنتم كمصريين تعلمون شعبكم وحساسيته، رجاء انتبهوا لكلامكم".
وبعد هذا الجدل الدائر عبر "السوشيل ميديا"، أعلن فؤاد عن تعاونه مع المستشار تركي آل شيخ في عمل سينمائي جديد، باسم "قلبي في نيويورك".