خيّمت أجواء من الحزن والأسى على مدينة جبيل اليوم، التي لبست الثوب الأسود حداداً على الفنان جورج الراسي، "الشاب الطيّب والشهم"، كما سمّاه الأهل والأصحاب، بعد أن قضى بـ"لمحة بصر" أمس نتيجة حادث مؤلم على طريق عام الشام، إثر رجوعه من سوريا مع صديقته زينة المرعبي، التي توفيت أيضاً جرّاء الحادث.
ومع حلول الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، توافد الأهل والأصدقاء إلى صالون كنيسة القديسين سارجيوس وباخوس في المنصف- جبيل، لتقديم واجب العزاء بـ"عريس السماء"، كما وصفته شقيقته الممثلة نادين الراسي، وللوقوف إلى جانب العائلة المفجوعة بخسارة ابنها.
وقالت نادين الراسي لـ"النهار"، "رضينا بالبلد ومصائبه ومشكلاته والسرقة والنهب والقتل، لكن جورج الراسي "لن يذهب رخيصاً"، والله يحرق قلب وزير الأشغال كما احترق قلبنا".
الصور بعدسة الزميل حسام شبارو:
هذا وتُخيّم أجواء من الحزن والصدمة في المكان، قُبيل يوم واحد من تشييع جورج إلى مثواه الأخير، ضمن "عرس احتفالي" سيُقام عن روحه غداً في الكنيسة المذكورة، قبل أن يُوارى الثرى في مدافن العائلة.
والد جورج الراسي، خليل، قال في حديث لـ"النهار" إن يجب على كل متعهد تسلّمه الدولة مسؤولية وضع بلوكات إسمنتية على الطرقات أن يكون متعلماً، يأخذ بعين الاعتبار معايير السلامة والأمن، من خلال تركيب عواكس ضوئية، خربولي بيتي".
أشقاء الراسي في حالة غضب وصدمة، وهذا ما تجلّى في أول تعليق لأخته نادين التي اتهمت "الدولة بقتل شقيقها نتيجة عدم صيانة الطرق والإنارة"، متوعدةً بـ"أخذ حقّ جورج ومحاسبة المتسبّبين بمقتله".
صديقة جورج الراسي، كارين سلامة، نعت جورج وقالت لـ"النهار"، سنصلي له وسنشتاق له ولضحكته، ونتذكر منه الضحك، الفرح، المحبة والكرم.
لا تزال ملابسات الحادث المفجع الذي أودى بحياة الراسي تتكشّف بعد انتهاء الطبيب الشرعي من الكشف على جثته. إذ أفاد الوكيل القانوني لجورج، المحامي أشرف الموسوي في حديث سابق لـ"النهار" بأنّ تقرير الطبيب الشرعي أكد أنّ "الجثة سليمة وهناك كسور في القفص الصدري والرأس، وذلك نتيجة الرضوض القوية إثر اصطدام سيارته بالحاجز الوسطي على الطريق بين الحدود اللبنانية والسورية".
وكشف الموسوي أنّ "التحقيقات قد خُتِمَت بإشارة من النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، بعد الاستماع إلى إفادة والد جورج الراسي، خليل الراسي".
وأضاف: "الحادث وقع قبل الحدود اللبنانية بكيلومتر واحد، بعد اجتياز الراسي نقطة الأمن العام السوري، والحادث قضاء وقدر نتيجة عدم إنارة الأوتوستراد الدولي، وغياب أدنى مقوّمات السلامة المرورية بين نقطتَي المصنع السوري واللبناني".
كما أشار إلى أنّ السيدة زينة المرعبي، الضحية الثانية في حادث السير، هي "المنسقة الخاصة لأعمال جورج الراسي، وتدير صفحاته الإلكترونية، وكانت برفقته لإحياء الحفل في سوريا".
يُذكر أنّ المرعبي أمّ لثلاثة اولاد، وهي ابنة العقيد المتقاعد في الأمن العام م. م.، من بلدة عيات العكارية، وسكان مدينة طرابلس.
في السياق، تشير معلومات عن تحقيق مفرزة سير زحلة بالحادث إلى أنّ التحقيق الأوليّ أظهر أنّ "الحادث قضاء وقدر، ولا آثار لتسرّب أيّ مادة على الإسفلت من الممكن أن تكون قد أدّت للانزلاق، ولا آثار لمكابح على الطريق".
.jpeg)
.jpeg)
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
