تصدّر اسم الفنان المصري محمد سلام "الترند" في مصر ومعظم الدول العربية في الساعات الأولى من صباح أمس (الأربعاء)، بعدما أعلن رسمياً انسحابه من بطولة العرض المسرحي "زواج اصطناعي" الذي سيُعرض ضمن فعاليات موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية في الثلاثين من شهر تشرين الأول الحالي، وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني وعدم قدرته على تقديم عرض استعراضي غنائي في ظل الأجواء التي يعيشونها واستمرار الحرب الإسرائيلية عليهم.
لاقى موقف سلام دعماً وتشجيعاً كبيرين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين إنسانيته وشعوره بالشعب الفلسطيني، على عكس بعض الفنانين الذين يطالبون باستمرار الحياة الفنية ومواصلة نشاطاتهم.
من جانب المشاهير في الوسط الفني، تباينت ردة الفعل حول هذا القرار، ففي الوقت الذي هاجمه فيه الناقد طارق الشناوي، خلال تصريحات صحافية له حيث أكد أنه كان من الممكن أن يواصل تقديمه العرض المسرحي مع التبرع بأجره للشعب الفلسطيني بدلاً من أن يضع فريق عمل المسرحية في أزمة، وزملاءه في موقف محرج.
السيناريست سيد فؤاد، انتقد تصرّف سلام، أيضاً موضحاً خلال منشور له عبر "فايسبوك" أنه ضد ما فعله، وخروجه أمام الملايين من متابعيه ليكشف عن تفاصيل وأسباب اعتذاره، مما تسبب في إحراجه للفنانين المشاركين في موسم الرياض كلهم، مشيراً إلى أنه كان من الممكن أن يعتذر عن عدم المشاركة عن طريق ردّ "العربون" وكفى.
فيما شجّعه عدد كبير من الفنانين منهم صبري فواز وحمزة العيلي، اللذان أكدا خلال منشورات لهما عبر "فايسبوك" أنه يتمتع بقدر كبير من الشهامة والإنسانية ولم يفكر في عواقب ذلك القرار، لكنه فضّل الحفاظ على مشاعر الشعب الفلسطيني على حساب مصلحته الخاصة.
سلاف فواخرجي دعمت قرار سلام أيضاً من خلال تعليق لها على الفيديو الذي ظهر فيه، مؤكدةً عدم قدرتهم على العيش بصورة طبيعية في ظل تلك الأحداث، فيما علقت عليه الفنانة فيفي عبده قائلة: "ربنا يرزقك يامحمد وينصر الشعب الفلسطيني".
ويشار إلى أن سلّام، كشف عبر فيديو نشره بموقع "فايسبوك" عن أنه كان من المفترض أن يسافر إلى الرياض، خلال ساعات لبدء بروفات عرض مسرحي جديد بعنوان "زواج اصطناعي"، بطولة الفنانة مي عز الدين، ونظراً لما يتضمنه العمل من رقصات استعراضية ومشاهد كوميدية، فلن يتمكن من المشاركة فيه حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين، واستمرار عمليات القصف الجوي ضدهم من الجانب الصهيوني.
لم يتقدم الفنان المصري باعتذاره قبل فترة كافية من انطلاق العرض المسرحي، لكونه كان ينتظر تأجيل فعاليات موسم الرياض، مثلما فعلت إدارات مختلف المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه كان سيشعر بالخجل من الشعب الفلسطيني في حال مشاركته في هذا العرض المسرحي، وسيؤنبه ضميره - حسب حديثه - على ذلك، وأنه رغم الخسارة المادية التي سيتعرض لها إلا أنه لن يتراجع عن قراره لعدم قدرته على إسعاد الجماهير في السعودية والشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة جماعية.