النهار

كيف أثّرت الأحداث الفلسطينية على شعبيّة فنانين مصريين؟
شيماء مصطفى
المصدر: "النهار"
كيف أثّرت الأحداث الفلسطينية على شعبيّة فنانين مصريين؟
بيومي فؤاد ومحمد سلام.
A+   A-
تسببت الأحداث الفلسطينية الجارية في التأثير على شعبية عدد من الفنانين في مصر، وذلك بسبب مواقفهم المختلفة تجاه دعم الشعب الفلسطيني، فمنهم من تراجعت جماهيريته بشكل ملحوظ، ووصل الأمر لانتشار دعوات مقاطعة أعمالهم الفنية، وآخرون اكتسبوا إشادات واسعة وأصبحوا في القائمة الخضراء الخاصة بالجمهور.

رفض مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إقامة أي حفلات غنائية أو الترويج لأعمال فنية جديدة أو التعامل بشكل سلبي مع الأزمة الفلسطينية، وفي حال مخالفة أي من الفنانين تلك القواعد، يتعرض الفنان لهجوم واسع وحملات عنيفة.
 
وعلى النقيض ازدادت شعبية عدد من الفنانين الذين يواصلون دعمهم القضية الفلسطينية، ويحاربون الجيش الإسرائيلي بمنشوراتهم.

أبرز هؤلاء الفنانين الذين تأثرت جماهيريتهم بتلك الأحداث محمد سلام، الذي أعلن انسحابه من بطولة العرض المسرحي "زواج اصطناعي"، الذي عُرض أخيراً ضمن فعاليات موسم الرياض، حيث أوضح في فيديو أنّ ضميره لا يسمح له بتقديم عمل غنائي استعراضي كوميدي، في ظل استشهاد آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، ومنذ ذلك الحين أصبح الأكثر تصدّراً للترند، ويستشهد به الجمهور كمثال للفنانين أصحاب المواقف الوطنية، كما ازداد عدد متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت مطالبات بظهوره في حملات دعائية لصالح منتجات محلية الصُنع.


رغم الجماهيرية التي تتمتع بها المطربة أنغام، إلا أنّها نجحت من خلال موقفها الجريء والداعم للقضية الفلسطينية في تصدّر المشهد خلال الفترة الماضية، حيث تواصل تدوين منشورات تندد من خلالها بجرائم الجيش الإسرائيلي، ووصفها قادته بأنّهم مجرمو حرب. كما دخلت في مشاجرة لفظية مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "إنستغرام"، ولم يتجاهل الأخير حديثها عنه ووجّه لها رسالة طالبها فيها بـ "عدم دعم الإرهابيين"، إلا أنّها لقنته درساً قاسياً وذكرّته بهزيمة حرب السادس من تشرين الأول.

ورغم تلقّيها تهديدات عبر السوشيل ميديا بغلق حساباتها، فقد ردت عليها بأنّها ستواصل دعمها القضية الفلسطينية وستستمر في الكشف عن الحقائق التي يخفيها الإعلام الغربي عن المواطنين، لتنجح المطربة المصرية في كسب إشادات واسعة من الجماهير، بعدما كادت تتراجع بسبب أزمة لقب "صوت مصر" الذي تتنافس عليه مع مواطنتها شيرين عبدالوهاب.


الرابر الشهير ويجز، حقق جماهيرية واسعة بين مختلف الفئات بعدما كان مقتصراً على الشباب، حيث أثبتت مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني تمتعه بدرجة عالية من الثقافة وقدرته على عرض تفاصيل القضية الفلسطينية للشباب بشكل مبسّط وقريب من درجة استيعابهم، فكان المنشور الأبرز: "كيف لو كنت أكملت تعليمك؟".

ورغم عدم استجابته لدعوات إلغاء الحفلات الغنائية، فإنّ ويجز قرر أن يستغلّها في التبرع بأرباحها لصالح الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تعريف الجمهور الغربي بحقيقة الممارسات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بالفلسطينيين. وحظيت مقابلته بقناة "الجزيرة" بإشادات واسعة من الجمهور بمختلف دول العالم العربي، حيث أدلى بالعديد من التصريحات الجريئة من دون تردد أو خوف.


على النقيض تأثرت شعبية عدد من الفنانين بشكل سلبي، ووصلت الحال بهم إلى تراجع حجم التفاعل عبر حساباتهم بمواقع التواصل، والمطالبة بمقاطعة أعمالهم الفنية وذلك بعد تاريخ فني طويل لم يتعرضوا خلاله لمثل هذه الأزمات، أبرزهم وأكثرهم تأثراً بيومي فؤاد، الذي اضطر لغلق صفحته الرسمية بـ"فايسبوك" بعدما شارك في مسرحية "زواج اصطناعي"، التي انسحب منها محمد سلام، إذ جاء حديثه عن الأخير على خشبة المسرح بمثابة فاتحة شر عليه، حيث رفض انسحابه بهذه الصورة وتسببه في حرج لزملائه. كما شدّد فؤاد على أنهم لم يشاركوا في موسم الرياض من أجل المال.

منذ انتشار تلك التصريحات، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ضده وانتشرت مطالبات بإلغاء متابعته عبر السوشيل ميديا فضلاً عن تعرضه لتعليقات شديدة اللهجة من الجماهير ممن اتهموه بعدم الوطنية، وعدم تأثره بقتل الأطفال والنساء في فلسطين، فاضطر لغلق الصفحة بشكل نهائي لكنه يواصل تقديم باقي عروضه بالمملكة.

وبرغم حرص محمد هنيدي على دعم الشعب الفلسطيني عن طريق منشورات على السوشيل ميديا، إلا أنّ صفحته عبر "فايسبوك" تحوّلت ساحة لتعبير الكثير من متابعيه عن غضبهم من ظهوره في فعاليات فنية.

يتمتع تامر عاشور بجماهيرية واسعة في مصر، لكن الحال تبدلت بعد الأحداث الفلسطينية، حيث كان من بين الفنانين الذين وضعهم الجمهور بقائمته السوداء، وذلك بسبب إحيائه عدة حفلات خلال تلك الفترة، في الوقت الذي أعلن فيه عدد كبير من المطربين إلغاء حفلاتهم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، لكنه تجاهل هذا الهجوم وواصل نشاطه الفني، مع غلق خاصية التعليقات على المنشورات منعاً لتحويلها ساحة هجوم عليه.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium