النهار

لونا كرم من بلدة الشعر والفنّ تتألّق في "إكس فاكتور"... سلكت طريق الكبار في زمن الابتذال (فيديو)
المصدر: كلوفيس الشويفاتي - "النهار"
لونا كرم من بلدة الشعر والفنّ تتألّق في "إكس فاكتور"... سلكت طريق الكبار في زمن الابتذال (فيديو)
لونا كرم.
A+   A-
كلوفيس الشويفاتي
 
شكّلت الشابة اللبنانية لونا جوزيف كرم في برنامج "إكس فاكتور" بنسخته العربية على تلفزيون "دبي" ظاهرة شبابية مميزة، ولفت برقيّ أداؤها في البرنامج الفني الشهير لجنة الحكم المؤلّفة من الفنانين اللبناني راغب علامة والمصرية أنغام والكويتي عبدالله الرويشد.
 
وكانت لونا مبهرة في زمن يسلك فيه الشباب اللبناني مسارات مختلفة ويطغى عليه بنسبة كبيرة جداً الفنّ السريع والسهل والسطحيّ وحتى المبتذل. فكلّ من تابع لونا كرم عبر الشاشة مباشرة أو عبر منصّات ومواقع التواصل الاجتماعيّ، شاهد وأيقن أنّ الفنانة الشابّة لم تتألق فقط بصوتها المميز الجميل وأدائها الكبير، بل بحضورها وطلتها وأناقتها ووجهها "القمر" وتهذيبها وحسن تعابيرها وتعليقاتها على آراء لجنة الحكم، مظهرة في كلّ إطلالاتها الأداء الراقي شكلاً ومضموناً. فالصبية الآتية من شمال لبنان كانت كقمر بلدتها برحليون قضاء بشري في ليالي الصيف والسهر، وهي كسرت كل قواعد ومسار أبناء جيلها.
 
لم تختر لونا أغاني "الراب" مثلاً ولا الفنّ السهل، ولا الأغاني التي تجتاح مواقع التواصل الشبابية، لتساير أبناء جيلها وليصفّق لها أترابها ورفاقها، بل اختارت الفنّ العميق، الأصيل، الراقي، اختارت المسار الذي لا يسلكه إلّا الفنانين المتمكّنين.
 

لم يأتِ إبداع وتألّق لونا الفني والموسيقي من فراغ، أو من الصدفة واللحظة، بل ساعدها أنها من عائلة تتذوّق الفن وتعيشه في كلّ مناسبة. فابن عمتها أنطوان عكاري فاز بالميدالية الذهبية عن فئة الأغنية اللبنانية في برنامج "ستوديو الفن" 2002، وعمتها شاركت أيضاً في برنامج "ستوديو الفن" في بداياته في سبعينيات القرن الماضي، وكما يقال في المثل العامي اللبناني لعائلة لونا "في كلّ عرس قرص".

يستند الفنّ الذي تقدمه لونا كرم إلى العلم والموهبة والجمال والأخلاق في زمن السهولة والسرعة، وفي زمن التفاهة والفن الهابط.

وتنتهج الصبية الجميلة سلوكاً فنياً من زمن الكبار ومن مستوى العمالقة في زمن تقلص وغياب الأصول والقيم التي طالما كانت الميزة الطاغية على الفن في لبنان الوطن الذي بات يعيش أسوأ أيامه وعلى كلّ المستويات ومنها الفنية.

وفي زمن ينحدر فيه معظم أبناء الجيل الجديد بذوقهم الفني وسلوكهم القيمي إلى درك مخيف، ربما على كل لبناني أن يتابع ويشجع لونا الفتاة المتألقة، وأن يحض أبناءه على متابعتها، لينتشر بين شاباتنا وشبابنا الفن الذي يبقى في القلب والفكر والوجدان، ولربما تشكّل وتبشّر خطوة لونا كرم بنهضة فنية شبابية جديدة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium