أقيم، أمس الخميس، حفل افتتاح فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي في مدينة الجونة المصرية، التي تعد إحدى أهم المدن السياحية حالياً، حيث شهد حضور عدد كبير من الفنانين وصنّاع السينما من مختلف دول العالم العربي والأوروبي.
في البداية، فوجئ الجمهور ومعتادو متابعة المهرجان عبر شاشة التلفزيون بعدم بثه هذا العام، وجاء ذلك كأحد مظاهر إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني، حسبما أكد القائمون عليه بأنّ دورة هذا العام ستكون استثنائية كي تتماشى مع طبيعة الأحدث المؤلمة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
كما تم إلغاء فعاليات السجادة الحمراء التي يتميز بها المهرجان، حيث ألمح إلى ذلك قبل أيام من انطلاق الحفل المدير التنفيذي له عمرو المنسي، الذي أشار إلى إمكانية تغيير لون السجادة الحمراء حتى لا تكون مظهراً احتفالياً مما يخالف ذلك قواعد هذه الدورة.
ومن خلال اللقطات التي انتشرت للفنانات المشاركات في الحفل تبين حرصهن على اختيار الملابس باللون الأسود، والابتعاد عن الفساتين اللافتة للنظر التي كنّ يتعرضنّ للانتقادات بسببها، ومن أبرز هؤلاء النجمة الكبيرة يسرا، التي ظهرت مرتدية ملابس سوداء كاملة مع الاعتماد على لمسات تجميلية غير صاخبة، بينما ظهرت الفنانة السورية نسرين طافش بالكوفية الفلسطينية تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي كلمة لها أمام وسائل الإعلام أكدت أنها فلسطينية وتشعر كأنها واحدة من هذا الشعب.
في بداية الحفل تم عرض فيلم فلسطيني استعرض عدة مشاهد نجحت في تلخيص أزمة الشعب الفلسطيني، الذي يرغب في الحياة بسلام وانتهاء تلك الحرب التي يعيشها من سنوات، كما قدمت الفنانة الفلسطينية إليانا أغنية "غصن الزيتون"، حيث تشارك للمرة الأولى بالمهرجان حيث تمت دعوتها عقب اندلاع تلك الأحداث.
الفنان محمود حميدة، ألقى كلمة في بداية الحفل كشف فيه عن مدى تأثير الفن، في نقل الصورة الحقيقية للجماهير والتحفيز على التغيير، مؤكداً أنّ القهر الذي تتعرض له الدول العربية ليس مجرد فصول تاريخية، ولكنه جروح حية تتطلب الاعتراف والفهم من أجل الشفاء، وتعد الأعمال الفنية التي يقدمونها شهادة على صمود الروح الإنسانية وأملاً في وجه الظلام.
حميدة، كان من المفترض أن يطالب الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني، لكنه فاجأ الحضور برفضه، معللاً هذا الموقف بأنّ الحداد ليس تعبيراً عن الحزن فقط ولكن دافع للنسيان وهو لا يرغب في أن تُنسى القضية الفلسطينية.
لفتات إنسانية شهدها الحفل، من بينها تكريم نجوم خلف الكاميرا، إذ تم تسليط الضوء على عمال "الكلاكيت" وتوضيح أهميتهم في شريط السينما، وسلّم الفنان محمد فرّاج أحدهم جائزة تذكارية وسط تصفيق وهتاف الحضور له.
الفنان أبو، اعتاد أن يقدم أغنية جديدة بالمهرجان خلال دوراته السابقة، تحمل مظاهر الفرح والسعادة، لكن هذا العام كانت طبيعتها مختلفة إذ قدمها باللغة الإنكليزية، وكشف من خلالها عن معاناة أطفال فلسطين وتعرضهم للقتل وحرمانهم من حقهم في الحياة على يد الجيش الإسرائيلي.
الحفل شهد تكريم المخرج مروان حامد، نجل المخرج الكبير وحيد حامد، حيث تم منحه جائزة الإبداع للتميز تقديراً لما قدمه للسينما المصرية، وخلال كلمته أهدى هذا التكريم للفنان الكبير عادل إمام، حيث أكد دعمه له في بداية مشواره الفني، وفي نهاية الحفل تم عرض فيلم الافتتاح "ستين جنيه" للمخرج.