أزمة متوقعة شهدتها الساحة الفنية في مصر خلال الساعات الماضية، بسبب أغنية "تلات ساعات متواصلة" للفنانة روبي، والتي طرحتها عبر "يوتيوب" أول من أمس، حيث تم اتهامها بـ"خدش حياء الجمهور"، وتضمنها إيحاءات جنسية.
الأزمة التي شهدتها هذه الأغنية كانت معالمها ظاهرة منذ عدة أيام، عندما أطلقت روبي البوستر الدعائي الخاص بها وكشفت عن اسمها "تلات ساعات متواصلة"، حيث تبيّن من خلال تعليقات الجماهير على اسمها أنها تحمل إيحاءات جنسية، واتخذ الأمر مساراً بعيداً تماماً عن كونها أغنية خفيفة استعراضية كعادة الأغنيات التي اشتهرت بها روبي، طوال مسيرتها الفنية.
بعدما طرحت روبي الأغنية، اشتعلت الأزمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتوالت التعليقات التي هاجمت صناعها، متسائلين عن دور الرقابة على المصنفات الفنية وموقف نقابة المهن الموسيقية من مثل هذه النوعية من الكلمات، حيث تقول في أحد مقاطعها الذي تداوله ناشطون بشكل واسع: "أول ساعة هروقك تاني ساعة هشوقك تالت ساعة هدوقك إزاي قلبي بيعشقك".
مؤلف كلمات الأغنية وملحنها عزيز الشافعي، لم يوضح موقفه من هذا الهجوم، أو يرد على اتهامه باختيار كلمات تحمل في طياتها إيحاءات جنسية، حيث وصل الأمر إلى مطالبة البعض باتخاذ الإجراءات القانونية ضده بتهمة خدش حياء الرأي العام.
نقابة المهن الموسيقية، تدخلت على الفور وتردّدت تصريحات على لسان أحد أعضاء مجلس إدارتها بأن هناك اجتماعاً طارئاً للنقيب مصطفى كامل، لبحث تفاصيل تلك الأزمة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، لكن الأخير أصدر بياناً يؤكد فيه عدم صحة ذلك، حيث لم يتخذ أي إجراءات بخصوص الأغنية.
وعلمت "النهار" أنّ الأمر سيتم حله داخل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بعيداً عن نقابة الموسيقيين، حيث لم يتم توقيع عقوبات على صناعها حسبما طالب رواد السوشيل ميديا، ولم تحمل أي تعبيرات جنسية صريحة لكن ما حدث بناء على تكهنات وتصورات الجمهور.
معروف عن روبي، أنها دائماً تثير الجدل بسبب أغانيها المصورة، واعتماد كلمات أغنياتها على الدلع والإثارة، وبدأت ذلك من خلال أول أعمالها الغنائية "ليه بيداري"، و"إنت عارف ليه" في العام 2004، وأثارت وقتها ضجة كبيرة، حيث كانت من أولى المطربات في مصر اللاتي يظهرن بهذه الجرأة في أعمالهن المصورة، ووصلت الحال إلى إقامة دعاوى قضائية ضد الراحل حسن أبو السعود، الذي كان وقتها يشغل منصب نقيب الموسيقيين، وذلك بسبب ضمها لعضوية النقابة، وأقام المحامي نبيه الوحش، دعوى يطالب بشطب اسمها، لكونها تقدم مشاهد عري في أعمالها الغنائية الهدف منها إثارة غرائز الشباب.
تجاهلت روبي طوال مشوارها الفني ما يقال في حقها واتهامها بتعمّد الإثارة والإغراء، ورسمت لنفسها طريقاً مختلفاً عن باقي المطربات والممثلات، وتحوّلت الحالة من الهجوم عليها، إلى وصفها بأنها من أفضل فنانات الغناء الاستعراضي في مصر، دليل ذلك الحضور الجماهيري الكبير الذي تشهده حفلاتها، وتصدر أعمالها الغنائية قوائم الأعمال الأكثر استماعاً ومشاهدة على السوشيل ميديا.
من الناحية النقدية، علّق الناقد الموسيقي محمد شميس، على هذه الأزمة وقال خلال تصريحات خاصة لـ"النهار" إن الهجوم على روبي، غير منطقي، حيث اتبعت اللون الغنائي الذي تقدمه منذ أن ظهرت للجمهور، وهو الكلمات الخفيفة وألحان المقسوم، حتى وإن كانت تحمل بعض الإيحاءات الجنسية، فهذا يعد لوناً غنائياً مطلوباً مثل الدراما والرومانسية وغيرهم، كاشفاً عن أن السيدة أم كلثوم، غنت قصيدة "الخلاعة والدلاعة مذهبي" ولم نشاهد وقتها هذا الهجوم أو المطالبات بالمنع، مشدداً على أن قانون نقابة الموسيقيين أو القانون المصري بشكل عام لا يتضمن أي مواد من شأنها منع طرح الأغنيات وفقاً لتفسيرات الجمهور وأهوائه، ويكون المنع فقط في حال السب والقذف أو مخالفة نصوص التعاقد.
شميس، أشاد بذكاء مؤلف كلمات الأغنية عزيز الشافعي، وقدرته على مواصلة النجاح الذي بدأه مع روبي، واستمراره في اختيار الأعمال التي تعبر عن هويتها الغنائية والتي اشتهرت بها منذ أن ظهرت في العام 2004، كما أكد أن لكل مطربة هوية خاصة بها والجمهور مقتنع بذلك مثل المطربة سميرة سعيد، التي تعبر عن المرأة العنيدة أمام الرجال، ونانسي عجرم، التي تقدم أغنيات الرقة والدلع ولكن ليس بالشكل الجريء الذي تفعله روبي.