عام 1988، صدرت أسطوانة "أغاني الميلاد" (Christmas Carols From East And West) للسيدة فيروز، والتي تضمّنت تسجيلاً حيّاً لأمسية ميلادية أحيتها جارة القمر في كنيسة سانت مرغريت وستمنستر - لندن، ورنّمت خلالها جملة ألحان ميلادية تقليدية، شرقية بالسريانية والعربية، وأخرى غربيّة عرّب بعضها الشاعر الراحل جوزف حرب.
واليوم، بعد 35 سنة، وفيما المنطقة تتخبّط بالصراعات وفلسطين - مهد المسيح الذي احتفل العالم بمولده قبل أيام - تُنحر، انساب صوت فيروز - كعادته في الأوقات العصيبة - عذباً، رقيقاً، وحنوناً، ليُضمّد جراح القلوب المثقلة بالويلات والهموم، وهذه المرة بالإنكليزية.
دقيقتان و25 ثانية. موعد استثنائي مع فيروز، وأغنية ميلادية نادرة لم تُدرج في لائحة أسطوانة "أغاني الميلاد"، أفلتت الليلة من الأرشيف وخرجت من زمن غابر لتُؤدّي رسالة سامية. بـ"مونتاج" يحمل البساطة وقوّة السيميائية، مزجت المخرجة ريما رحباني صوت والدتها في أغنية "Coventry Carol" التقليدية بصورٍ من أحداث غزة، ولوحاتٍ من حادثة "قتل أطفال بيت لحم" (المعروفة أيضاً باسم مذبحة الأبرياء)، والتي قام بها ملك مقاطعة اليهودية هيرودس الكبير سعياً لقتل الطفل يسوع، وذُكِرَت في إنجيل القديس متى (2 : 16-18). وقد طرحت ريما رحباني الأغنية فيما الكنيسة تستذكر اليوم الهرب بالرب يسوع إلى مصر وقتل أطفال بيت لحم.
"Coventry Carol" أغنية تقليدية إنكليزية تعود إلى القرن الـ16. يُعتقد أنّها كانت جزءاً من مسرحية تحمل طابعاً دينيّاً وتُعرف باسم "The Pageant of the Shearmen and Tailors" (عرض حلّاقي الصوف والخياطين)، وقد كُتبت في مدينة كوفنتري في غرب إنكلترا.
تروي الأغنية الحادثة المأسوية على لسان أمهات الأطفال الرضّع الذين قتلهم هيرودس بُعَيْد ولادة المسيح، وترتبط بالميلاد كارتباط "مذبحة الأبرياء" به، لذلك تُنشِد عادةً في فصل الشتاء وخاصةً خلال زمن الميلاد، وقد أُدرجت في ألبومات الموسيقى الميلادية التقليدية. وتشتهر بإيقاعها الحزين والهادئ ولحنها المؤثّر، وكان لها تأثير كبير على الموسيقى التقليدية الإنكليزية، قبل أن يُعاد تسجيلها مراراً بأصوات مختلفة من العالم، لتُثبت تأثيرها المستمرّ في الثقافة الموسيقية.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
