تصدّر اسم الملحن المصري أحمد حجازي الشهير إعلامياً بـ"ملحن القرآن الكريم" الترند، أمس الأول، بعدما أصدرت محكمة جُنح النزهة، حكماً قضائياً يقضي بحبسه ستة أشهر وتغريمه ألفي جنيه، وذلك بعدما أقام ضده أحد المحامين دعوى يتهمه فيها بازدراء الدين الإسلامي، بعدما رتّل بعض آيات القرآن الكريم على آلة العود، ولاقى الفيديو انتشاراً واسعاً عبر السوشيل ميديا، بصورة أثارت غضب الرأي العام.
حجازي، أحد أعضاء نقابة المهن الموسيقية، ووفقاً لقانون العمل النقابي في مصر، يتم شطب عضوية العضو الذي يصدر في حقه حكم قضائي، وبعد صدور حكم حبسه، كيف ستتعامل نقابة المهن الموسيقية مع هذا الموقف، وهل سيخسر حجازي، عضويته نظير هذا الفيديو، الذي أكد سابقاً أنه لا يقصد ما تم تفسيره عبر السوشيل ميديا؟
المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية، الدكتور محمد عبد الله، أوضح خلال تصريح خاص لـ"النهار" تفاصيل هذا الأمر وأجاب عن هذا التساؤل، حيث قال: "من المفترض أنّ شروط العضوية العاملة في النقابات الفنية أن يكون محمود السيرة، وألا يكون قد صدر الحكم عليه بعقوبة جنائية في واقعة اتُّهم فيها بتهمة مخلّة بالشرف والأمانة... ما لم يكن قد رُد إليه اعتباره فيما بعد".
أضاف أيضاً أنه في مثل هذه الواقعة، فقد حجازي، أحد شروط انضمامه للنقابة، وبالتالي تمت إحالة المسألة إلى إدارة الشؤون القانونية للتحقق من التفاصيل، واتخاذ الإجراء اللازم حيال عضويته، كما أنه في حال شطب عضويته وحصل بعد ذلك على حكم بالبراءة بعد استئنافه وطعنه على الحكم، فسيتم البت في الأمر مجدداً لإعادته إلى جدول الأعضاء العاملين.
رداً على حديث متحدث الموسيقيين، كان الملحن أحمد حجازي، قد كشف في تصريحات سابقة لـ"النهار" عن أنّ هذا الحكم ليس النهائي أو الأخير في تلك القضية، لكنه سيتقدم بالاستئناف عليه، لثقته الشديدة في أن الله سيكون معه، لكونه مظلوماً على حد تعبيره، ولم يكن يقصد التقليل من قدسية القرآن الكريم نهائياً، لكن في حال تنفيذ الحكم فسيكون راضياً بقضاء الله وحكمه.
أزمة مُلحن القران الكريم، حدثت في شهر آب الماضي، بعدما شارك متابعيه عبر "فايسبوك" بمقطع فيديو، ظهر فيه وهو يتلو آيات القرآن الكريم على آلة العود، مما تسبب في إثارة غضب الرأي العام، وأصدرت وقتها دار الإفتاء، فتوى تؤكد أن ذلك حرام.
حجازي، بعد هذه الضجة والتقدم ضده ببلاغ للنيابة، تقدم باعتذار رسمي، لمشيخة الأزهر الشريف، وجمعية قرّاء ومحفظي القرآن الكريم في مصر، وللمسلمين جميعهم، وجاء في البيان: "أؤكد أنّ القرآن الكريم له قدسيته ووقاره وجلاله، ولا يجوز أن يلحّن منه شيء على الإطلاق، فهو كلام الله عز وجل ودستورنا السماوي المعجز، وما كنت أقصد المعنى الذي ظهر في المقطع المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي".
كما تعهّد بعدم تكرار الأمر قائلاً: "على هذا أتقدّم بخالص الاعتذار إلى الأزهر الشريف وإلى نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم ومشيخة عموم المقارئ المصرية، وإلى مسلمي العالم وإلى كل الغيورين على كتاب الله عز وجل، وأتعهد بعدم تكرار ما حدث مرة أخرى بإذن الله".