حالة من الهجوم والانتقادات سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، عقب إقامة حفل "الليلة السعودية المصرية" بدار الأوبرا المصرية يوم الأحد الماضي، والذي جاء بداية للتعاون الثقافي والفني بين البلدين، حيث تمت إقامته بعد مرور أيام قليلة على اجتماع وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، مع المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية.
من بعض التعليقات التي لاقت رواجاً واسعاً، كيفية جمع هذا الحشد الكبير من الفنانين في مكان وفعالية فنية واحدة، رغم أنّ بعضهم لا يشارك على الإطلاق في المهرجانات الرسمية لمصر، بينما ذهبت بعض التعليقات لاتهام الهيئة العامة للترفيه، بمحاولة سحب الريادة الفنية من مصر.
الممثلة المصرية إلهام شاهين، كانت من أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل، وبدت عبر القنوات التي نقلت الحفل، وهي في حالة استمتاع بالأجواء والأغنيات التي قدمها الفنان ماجد المهندس، ومحمد منير، وشيرين عبدالوهاب، الذين أحيوا الحفل.
وفي حديث خاص لـ"النهار" علّقت على هذا الجدل المثار، والانتقادات التي يراها البعض غير مبرّرة، فأكّدت أنّها بشكل عام لا تفضّل أن تنساق وراء ما يذكر عبر مواقع التواصل، لاحتوائها مجموعة من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من تحقيق نجاحات بحياتهم، فيحقدون على غيرهم من الناجحين والساعين لتحقيق إنجازات جديدة، وبالتالي على المجتمعات التي ترغب في التقدّم ألا تعتد بتلك الآراء السلبية المحبطة.
أمٌا بخصوص اتهام البعض المملكة، بأنّها تسعى لسحب الريادة الفنية من مصر، فقالت: "هذا لا أساس له من الصحة والدليل على ذلك أنّ معظم النجاحات التي حققتها هيئة الترفيه كانت عن طريق التعاون مع ممثلين ومطربين مصريين، فكم من حفل غنائي شاركوا فيه وعرض مسرحي تم إنتاجه خصيصاً لفناني مصر، أليس ذلك اعترافاً منهم بقيمة الفن المصري وتقديرهم أهميته؟! فبالنسبة لي الجميع يعرف جيداً أنّ الريادة الفنية العربية أساسها مصر".
المستشار تركي آل الشيخ، كان قد أعلن خلال مؤتمر صحافي عن استعداده لتمويل وإنتاج عدد كبير من المشاريع السينمائية لفناني مصر، فكان للفنانة المصرية تعليق على هذا التعاون قائلة: "التعاون الفني بين مصر والسعودية ليس بجديد حسبما يعتقد البعض ويستنكره ولكن انظروا عندما افتتحت القنوات السعودية المتخصصة، كم من فيلم مصري قامت بشرائه لعرضه من خلالها، فالأمر حالياً لم يصبح معتمداً على الاستقبال فقط لكن يشاركون في الإنتاج وتسويق الأعمال المصرية في بلدهم من خلال دور العرض السينمائية الكثيرة التي افتتحت أخيراً، وهذا كله يصب في مصلحة السينما المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام".
شاهين، أكّدت امتلاء دول العالم العربي كافة بالمواهب السينمائية، سواء في لبنان، مصر، العراق، سوريا، وغيرها، وطالبت باستغلالها من خلال تعاون عربي مشترك يكون الهدف منه الوصول إلى العالمية، بدلاً من حالة الإحباط والتنظير التي يحاول البعض نشرها، مشدّدة على أنّ تعاون أي فنان مع جهات أخرى غير تابعة لدولته ليس تقليلاً منه أو طمساً لهويّته، والدليل على ذلك الراحل عمر الشريف، الذي رفع اسم بلده في الخارج وظل اسمه المصري عمر الشريف.
الفنان ماجد المهندس، اختار أغنيتين من الزمن الجميل هما "أكدب عليك" للراحلة وردة، و"رسالة تحت الماء" للعندليب، وخلال غنائه لهما ظهرت شاهين، وهي تردّد وتدندن معه، إعجاباً بأدائه وحباً في الأغنيتين، هذا ما أكدته خلال حديثها حيث قالت: "بالتأكيد كنت في حالة استمتاع بالحفل وبما غنّاه المهندس وبخاصة هاتين الأغنيتين اللتين نحفظ كلماتهما ولهما ذكريات خاصة معنا جميعاً، كما أنّ المهندس كان راقياً للغاية وكلمته عن مصر رائعة، وبخصوص محمد منير فقد ضرب مثالاً لمفهوم الفنان المبدع المخلص للجمهور فرغم إصابته حرص على المشاركة، ناهيك عن مفاجأة الحفل وهي فقرة عزف الموسيقار العالمي عمر خيرت التي استمتعنا بها للغاية وأخيراً شيرين كانت طلتها على المسرح جميلة وفي أفضل حالاتها... وفي النهاية نحن موجودون في أي مناسبة تحمل اسم مصر ونرحب بضيوفنا في أي وقت بصورة تليق بعظمة الدولة المصرية".