النهار

بعد فوز فيلمه "Jellyfish And Lobster" بجائزة "BAFTA".... سيد بدرية لـ"النهار": أهديها لأطفال الشوارع في مصر
شيماء مصطفى
المصدر: "النهار"
بعد فوز فيلمه "Jellyfish And Lobster" بجائزة "BAFTA".... سيد بدرية لـ"النهار": أهديها لأطفال الشوارع في مصر
سيد بدرية
A+   A-
إنجاز فني وسينمائي على وجه التحديد حققه الممثل الأميركي ذو الأصول المصرية سيد بدرية، خلال الأيام الماضية وذلك بعدما حصل فيلمه القصير "Jellyfish And Lobster" على جائزة "أفضل فيلم قصير" في حفل توزيع جوائز "بافتا" السينمائية 2024.
 
"النهار" حاورت ابن محافظة بورسعيد المصرية، لتهنئته على هذه المناسبة ونقل رسالته التي يسعى إلى تقديمها للشباب في الوطن العربي.

"فوز لم يكن مخططاً له"

أكد بدرية أنه عندما يشارك في أي عمل سينمائي سواء روائياً طويلاً أو قصيراً، لا يهدف منه إلى الفوز بالجوائز والحصول على التكريمات، مشبهاً إيّاها بحلوى الكريمة التي يتم وضعها فوق "الكعكة" لتزيينها، لكن في النهاية هذه الكعكة موجودة، إلا أنه يهدف إلى تقديم رسائل هادفة وصناعة عمل فني يجذب الجمهور نحوه ويضيف إلى مشواره السينمائي بهوليود.


"شقيقتي من أسباب نجاحي في الفيلم"

فيلم "Jellyfish And Lobster"، الذي شارك فيه العمّ سيد، حسبما فضّل أن نناديه، تناول قصة إنسانية من الطراز الرفيع، فهو يرصد أزمات بعض الشخصيات التي تعاني أمراضاً مميتة، وجسّد من خلاله شخصية "ميدو" بجانب النجمة العالمية فلو ويلسون التي قدمت شخصية "جريس" وسيرجويت مريم بشخصية "مي"، والممثل شاني أفولابي الذي قدّم شخصية "مايكل"، من إخراج ياسمين عفيفي.
 
نجاح الفيلم وخروجه بهذه الصورة وبالتحديد شخصيته التي قدمها، كان وراءها سبب مؤثر للغاية، إذ قال: "في الحقيقة عندما كنت أؤدي مشاهدي شعرت وكأنني أنظر إلى شقيقتي الكبيرة التي كانت تعاني مرض شلل الأطفال وفي هذه الفترة عندما كنت في مصر ولم أتخط العشرين عاماً كنت أشاهد كيف يعاني أصحاب الهمم من ممارسة حقهم في الحياة، فالأمر كان مختلفاً عن الوضع الراهن... فكانت حالتها مثيرة للشفقة والألم فضلاً عن أنها أصيبت بالسرطان أيضاً وتساقط شعرها كاملاً رغم حرصها على الاهتمام به في ظل إعاقتها... لذا كان الفيلم قريباً لي واستذكرت من خلاله رحلة معاناتها".




"إهداء إلى أطفال الشوارع في مصر"

حالة من المفاجأة سيطرت علينا، عند سؤاله السؤال المتعارف عليه الذي يتم توجيهه إلى المشاهير عقب فوزهم بجوائز ثمينة في المهرجانات والمحافل الدولية، وهو "لمَن تهدي يا عم سيد" جائزة "BAFTA؟"؟ فاختار أطفال الشوارع والمشردين في مصر، وعن السبب وراء ذلك أكّد أنهم لهم الحق في الحياة والحلم والسعي إلى تحقيقه، وعليه كواحد خرج من حواري مدينة بورسعيد ومرّ بظروف مادية صعبة بعد وفاة والده وهو في التاسعة من عمره، وكيف أنه تخلى عن حلم التحاقه بكلية الهندسة رغم تفوقه بسبب ذلك، أن يبعث فيهم نفحات من الأمل.

"سينما الأهلي في بورسعيد... بداية الشغف السينمائي"

الممثل الأميركي ذو الأصول المصرية وابن مدينة بوسعيد، كشف عن بداية ولعه بعالم السينما، فأوضح أنه منذ نعومة أظفاره كان لديه شغف بالسينما المصرية والأجنبية، فكان يحرص على التردد على سينما الأهلي في بورسعيد، رغم عدم امتلاكه ثمن التذكرة، فكان يثير شفقة العاملين بها ويساعدونه في الدخول للاستمتاع بما يعرض فيها من أعمال شكّلت بداخله حب السينما.


"رحلة... من بورسعيد إلى أميركا"

العمّ سيد، روى بداية هجرته إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي كانت في سن العشرين عاماً، حيث تمكن من توفير ثمن تذكرة الطيران وقرر أن يهاجر من مصر، وهناك قرر أن يدرس التمثيل ويتعلم الإنكليزية، وأصبح صديقاً لنجوم وصناع السينما الأميركية، وشارك بالعديد من الأفلام المهمة من بينها "الرجل الحديدي"، وفيلم "Backyard" الذي تم ترشيحه للأوسكار، "والملوك الثلاثة" مع جورج كلوني ومارك وولبرغ، ولم يكتف بالتمثيل فقط لكن قام بتدريسه للشباب بأميركا واستشارته لغوياً وفنياً في العديد من الأعمال من بينها مسلسل بعنوان "الطريق إلى 11 سبتمبر" الذي دار حول الأحداث التي سبقت 11 سبتمبر.



"هل يطمح إلى المشاركة في السينما المصرية؟"

"لا أعتقد أنها تُريديني"... هذا ما أجاب به ابن مدينة بورسعيد، عن سؤاله حول أسباب ابتعاده عن السينما المصرية، رغم النجاحات العالمية التي حققها وكونه الممثل الثاني بعد الراحل عمر الشريف، الذي يحصل على عضوية نقابة السينمائييين الأميركيين، فأكد أنه يعتز بهويته المصرية، وبأفلام الزمن الجميل، من بينها "بين القصرين"، "دعاء الكروان"، وغيرهما لكنه اعتاد نظام عمل في السينما الأميركية، صعّب عليه فكرة العمل في مصر فيشعر بأنه سيواجه صعوبات بالغة إذا فكّر في هذا الأمر، كما أكد أن نجاح السينما المصرية كان يعتمد على وجود كُتّاب رائعين مثل إحسان عبدالقدوس، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، وغيرهم، وعن آخر الأفلام المصرية التي شاهدها وأعجب بها كان فيلم "ريش"، للمخرج عمر الزهيري.

وفي نهاية الحديث كشف عن أنه يجري العمل على فكرة تحويل فيلمه القصير "Jellyfish And Lobster" الذي فاز بجائزة "BAFTA"، إلى روائي طويل لما به من جوانب إنسانية يمكن مناقشتها بصورة واسعة، لكنه لا يمكنه الكشف عن تفاصيل هذا المشروع حالياً.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium