ليلة حزينة مرّت على الوسط الموسيقي والفني في مصر إثر إعلان خبر رحيل الموسيقار الكبير حلمي بكر بعد صراع مع المرض. وأثناء انتظار محبيه معرفة موعد تشييع جثمانه للمشاركة في وداعه إلى مثواه الأخير، حدث ما كان متوقعاً، إذ وقعت خلافات بين أسرة الراحل وأرملته سماح القرشي. وكان ممهداً لتلك الأزمة قبل أيام من رحيله، إذ تبادل كل منهما الاتهامات بالتقصير في علاجه. وأشارت أصابع الاتهام إلى زوجته بخطفه وتعذيبه داخل شقة بسيطة بمحافظة الشرقية بعيداً عن العاصمة القاهرة.
فور علم أسرته بنبأ وفاته، توجهوا فوراً إلى المستشفى الخاص الذي توفي فيه، بمحافظة الشرقية، وأصروا على نقل جثمانه إلى منزل العائلة في منطقة جسر السويس بالقاهرة، إلا أن أرملته أصرت على أن يخرج جثمانه من شقته بمنطقة المهندسين في محافظة الجيزة، ووقعت بينهما اشتباكات لفظية استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.
المستشار مرتضى منصور، فجر مفاجأة عقب ساعات قليلة من الوفاة، إذ كشف عن أنهم يشكّون في وفاته بصورة طبيعية، ووجه الاتهامات إلى أرملته بقتله، موضحاً أنه توفي نتيجة تعرضّه للتسمّم، رغم عدم صدور تقرير طبي رسمي يؤكد ذلك، متوعداً إياها بعدم الإفلات من العقاب.
نجل حلمي بكر، أرسل رسالة صوتية إلى المسؤولين، حصل عليها "النهار" شدد فيها على رغبته في دفن جثمان والده بعد وصوله من أميركا. فبعدما كان سيشيّع جثمانه من مسجد السيدة نفيسة مساء اليوم، وإقامة العزاء غداً في مسجد الحامدية الشاذلية، تغيرت الخطة بناءً على رغبته، كما أعلن تفويضه المستشار مرتضى منصور تنفيذ هذه الرغبة.
صباح اليوم، أعلن عن وضع جثمان الموسيقار المصري حلمي بكر، في مستشفى دار السلام، بعد مرور أكثر من 12 ساعة على وفاته. ووفقاً لما جاء على لسان مرتضى منصور في بيان رسمي أصدره منذ قليل، فإن رحلة نقل الجثمان شهدت صراعات واشتباكات قوية بين أرملته وأخوته، إذ اتهمها باستدعاء بلطجية استقلوا سيارات أجرة رافقت موكب نقل جثمانه، وعندما أصر إخوته على توجه الجثمان إلى منزل العائلة وعدم دفنه إلا بعد وصول نجله، رفضت ذلك وأصرت على دفنه سريعاً.
انتهت هذه الاشتباكات عند نقطة أمنية في منطقة السلام، ليتدخل المسؤولون في الدولة لوقف تلك المهزلة التي تعرض لها جثمان واحد من أكبر ملحني مصر والعالم العربي. وأصدر وزير الصحة المصري قراراً بوضعه داخل ثلاجة لحفظ الموتى إلى حين وصول نجله.
حرر كل من أرملة حلمي بكر وأخوته بلاغات ضد بعضهم بعضاً، إذ اتهمتهم بالتعدي عليها فيما اتهموها بخطف جثمان شقيقهم وعدم رغبتها في حضور نجله جنازته. وتوعدها المستشار مرتضى منصور في بيانه مؤكداً أنها لن تفلت من العقاب عما فعلته بجثمان الفقيد وتحريرها بلاغات كيدية، وستكشف الأيام المقبلة عن تفاصيل جديدة، وقد تكون صادمة حول وفاة حلمي بكر.