"رحت فين يا بابا؟"... بتلك الكلمات كانت تتحدث الطفلة ريهام بكر، إلى والدها الموسيقار الكبير حلمي بكر، الذي رحل يوم الجمعة الماضي بعد صراع المرض. فرغم سنها الصغيرة التي لم تتجاوز العاشرة، إلا أنّها حرصت على مرافقة جثمانه الذي تم وضعه داخل ثلاجة الموتى بأحد مستشفيات القاهرة، كما حضرت جنازته التي شيعت أمس لتلقي نظرات الوداع الأخيرة عليه.
ابنة حلمي بكر، من أرملته سماح القرشي، كانت "نقطة الضعف" الوحيدة في حياته حسبما كشف المقربون منه، وسبباً في العودة إلى والدتها بعد انفصالهما عدة سنوات بسبب خلافات قوية بينهما، وهو ما صرّحت به القرشي، العام الماضي فور إعلان عقد قرانها للمرة الثانية على الموسيقار الكبير، فأوضحت أنه كان يرغب في أن يظل بجوار ابنته، وأن يتم تربيتها وسط والديها.
"أوصيك بشقيقتك ريهام"... تلك هي وصية حلمي بكر، لنجله الكبير هشام، ورغم الخلافات الحادة بين والدتها وبينه، ووصولها إلى أقسام الشرطة في الأيام الماضية، إلا أنه كان مرافقاً لشقيقته أثناء الجنازة، فظهر غالبية الوقت ممسكاً بيديها، ما أثار تعاطف رواد مواقع التواصل، معهما، حيث كان هذا من أبرز مشاهد تشييع جنازة الموسيقار الكبير.
أرملة حلمي بكر، أعربت خلال تصريحات خاصة لـ"النهار" عقب انتهاء مراسم تشييع الجثمان عن حزنها لما حدث معها من أقارب الراحل، واتهامهم لها بالتسبب في وفاته بسبب إهمال رعايته الطبية رغم تدهور حالته الصحية، مؤكدةً أنّ ما حدث غير لائق بتاريخه الفني، كما أكّدت أنّ هناك أشخاصاً أصحاب مصالح رديئة ـ حسب وصفها ـ كانوا سبباً في تلك الأزمة.
ويشار إلى أنّ نقابة المهن الموسيقية، أقامت عزاءً للراحل، بمسجد الحامدية الشاذلية، أمس الأحد، حضره عدد كبير من أعضاء المجلس على رأسهم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، والمطربة نادية مصطفى، علي الحجار، محمد فؤاد، وآخرون.
حلمي بكر، توفي يوم الجمعة الماضي، داخل أحد مستشفيات محافظة الشرقية، حيث تدهورت حالته في الأيام الأخيرة، وكشف التقرير الطبي عن أنه توفي نتيجة إصابته بفقر دم حاد، وضعف بعضلة القلب، وأصر نجله هشام على عدم دفنه إلّا بعد وصوله إلى القاهرة قادماً من الولايات المتحدة الأميركية.