النهار

مؤلّف "العتاولة" لـ"النهار": أجواء التصوير في بيروت سلسة... وأداء الفنانين فاق التوقعات
شيماء مصطفى
المصدر: "النهار"
مؤلّف "العتاولة" لـ"النهار": أجواء التصوير في بيروت سلسة... وأداء الفنانين فاق التوقعات
مسلسل "العتاولة"
A+   A-
نجح المسلسل المصري "العتاولة" في حجز مكان له بين قائمة الأعمال التي تحظى باهتمام وتفاعل الجمهور، منذ اليوم الأول لشهر رمضان، إذ أعربوا عن إعجابهم بتوليفة النجوم المشاركة في بطولته، لا سيما أن المسلسل نجح في كسر قاعدة البطل الأوحد، وقدّم تعاوناً على صناعة أجواء شعبيّة جذبت المشاهدين.

تدور أحداث مسلسل "العتاولة" في داخل أحد الأحياء الشعبية، ويُجسّد خلاله أحمد السقّا شخصيّة البطل الشعبي، الذي يعيش حياة مليئة بالمغامرات والصراعات هو وأسرته. ومن المميّز في العمل أنه يرصد الجوانب الإيجابية في طِباع أبناء البلد.
 
 

 
السيناريست هشام هلال، مؤلّف "العتاولة"، تحدث إلى "النهار" عن تفاصيل العمل وكيفية نجاحهم في صناعة هذه الحالة الدرامية، كما ردّ على الانتقادات التي طالتهم، بسبب عدد من المشاهد التي وصفوها بالجريئة وغير المناسبة للشهر الفضيل.

*في البداية... حدّثنا عن سرّ اهتمامك بقصص الدراما الشعبية وتألّقك فيها في السنوات الأخيرة؟

-بالفعل، أميل في معظم أعمالي وكتاباتي إلى عالم الحارة الشعبية، وذلك بحكم نشأتي في حي السيدة زينب القاهري، أحد أشهر وأعرق المناطق الشعبية في مصر؛ لذا نجحت في تقديم عدة أعمال خرجت من قلب الحيّ الشعبي، منها "طرف تالت" و"حواري بوخارست".

*الأعمال الفنية المستوحاة قصصها من الحارة الشعبية عنصر أساسيّ في الدراما المصرية... ما الذي تحرص عليه أثناء كتابتك ليجعلك مميزاً عن باقي الكُتّاب الذين يشتهرون في هذه المنطقة؟

- أحرص دائماً على أن تكون القصص التي أرغب في صناعتها وأعرضها للجمهور من قلب الحي الشعبي وليس العشوائي؛ فالفرق بينهما واضح بالفعل. فمن الممكن أن أقدّم وسطاً إجرامياً، لكن ليست له علاقة بالبيئة الشعبية، وذلك ما شاهدناه في مسلسل "العتاولة"، وتحديداً في تفاصيل شخصيّة نصّار، التي يجسّدها أحمد السقا، فكان حريصاً على خدمة أهل منطقته. فعنصر الشرّ ليس فقط هو المسيطر، ولكن كأيّ طبقة عادية هناك الخير والشرّ فيها. وهذا ما حرصت على توضيحه أن البيئة الشعبية ليست إجرامية كما تظهر في بعض الأعمال.

 
*أحداث "العتاولة" تدور في داخل أحد الأحياء الشعبية في الإسكندرية، وسبق لك أن قدّمت ذلك في فيلم "كازابلانكا"... ما سبب حبّك لهذه المدينة وتعلّقك بأجوائها أثناء كتاباتك؟

- الإسكندرية محافظة لها مواصفات شكليّة وروحيّة فذّة. وبالفعل أنا متعلق بها بصورة جعلت كثيرين يعتقدون أنني من مواليدها، فبعد عقد جلسات مع المخرج أحمد خالد موسى وشركة الصباح، ممثّلة بالأستاذ أنور الصباح، اتفقنا على أن الأجواء يتمّ تصويرها في داخل الإسكندرية. وعندما استكملنا #التصوير في #بيروت حرصنا على أن تكون بيئة مواقع التصوير مشابهة لها.
 
*شاهدنا توليفة مميّزة من الفنّانين في العمل، وبينهم حالة من الانسجام... هل كان لك دور في ترشيحاتهم للبطولة، خاصةً طارق لطفي الذي كان مفاجأة للجميع؟

- ليس دوري التدخّل في اختيار النجوم، لكنني كنت حريصاً فقط على الترشيحات، وإبداء الرأي لما يُفيد تقديم السيناريو بوضوح. أما بخصوص طارق لطفي وإقناعه بتغيير جلده في هذا العمل وظهوره بهذه الشكل المفاجئ، فكانت مهمة المخرج أحمد خالد موسى، كما أنني قبل الشروع في الكتابة كنت أعلم أسماء الشخصيّات الفنية، وبناء عليه صنعت صفات نفسية متقاربة مع كلّ ممثل. وفي النهاية، الجميع بلا استثناء كانوا فوق التوقعات التي رسمناها في خيالنا، وحديثي هنا ليس على أصحاب الأدوار الرئيسية فقط بل على المشاركين في التمثيل جميعهم.

*حدّثنا عن كواليس التصوير في بيروت.

أجواء التصوير في بيروت سلسة ومنجزة للغاية... ومن الممكن أن تكمن الصعوبة الوحيدة في برودة الطقس وسقوط الأمطار بكثافة... وهذا مختلف عن مناخنا في القاهرة والإسكندرية...بخلاف ذلك، الأمور كلّها كانت ميسّرة وسلسة ومشجّعة على الإبداع، كما أن المخرج أحمد خالد موسى حرص على الاهتمام بالتفاصيل في داخل الكادر، سواء من ناحية الديكور أو الصورة، للحفاظ على إبراز بيئة إسكندريّة حقيقيّة.
 
*في النهاية...بالرغم من النجاح الذي حققه العمل في حلقاته الأولى، لاحظنا أنه واجه انتقادات لبعض المشاهد، منها رقص نهى عابدين أمام طارق لطفي بطريقة مثيرة، ومشهد محمد التاجي وهدى الإتربي، حيث وصفهما بعض رواد مواقع التواصل بغير المناسبين...ما ردك؟

- دعينِي أؤكد لكِ أنّ هناك نوعاً من المشاهدين يحبّ تصيّد الأخطاء، أو يحاولون إشباع رغبة النقد السلبي... من حقه ذلك، ولا يمكن لأحد أن يحجر أو يصادر رغبته في ذلك...لكن أظن أنه مع الاتساع الهائل لعالم السوشيل ميديا، وعدم خضوعها لأي رقابة من أيّ نوع، فالأمر بات ساذجاً في الاعتراض على كلمة أو تعبير أو جملة. وبالرغم من ذلك، يحرص المبدع على وضع رقابة إلى حدّ ما لاعتبارات المشاهدة الأسرية.
 

اقرأ في النهار Premium