حادث مؤلم وقع فجر أمس السبت، إذ التهمت النيران واحداً من أعرق استوديوات التصوير في مصر وهو استوديو "الأهرام"، عندما كان يشهد تصوير عدد من المسلسلات الرمضانية والحملات الدعائية، لعلّ أشهرها "المعلم" الذي يلعب بطولته مصطفى شعبان، وعددِ كبير من النجوم.
الفنان القدير طارق النهري، أحد أبطال المسلسل، كشف في حديث خاص لـ"النهار" عن تفاصيل هذا الحادث، وبدا على صوته التأثر النفسي الشديد، إذ قال: "الحادث صعب وقاسٍ علينا بكل المقاييس، والعناية الإلهية بالفعل هي التي أنقذتنا جميعاً من هذا الحريق، حيث كنا نصوّر الحلقات الأخيرة من المعلم، وانقطع التيار الكهربائي أكثر من مرة، ما أدى إلى إعلان انتهاء التصوير رغم أننا كنا سنستكمله حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وفوجئت بعد نحو ربع ساعة من مغادرتنا موقع التصوير بكم هائل من الاتصالات التليفونية، لإخباري بنشوب حريق هائل في موقع التصوير".
رغم صدمته النفسية، إلا أنّ النهري حرص على العودة مسرعاً إلى استوديو الأهرام للوقوف على حقيقة الأمر، فوجد الأدخنة متصاعدة إلى السماء، وألسنة اللهب تنتشر إلى العمارات المجاورة، كاشفاً عن أنه مهما وصف لنا المشهد فلم يكن بهول الصورة التي شاهدها، كما كشف عن أنه دخل في حالة انهيار نفسي فور رؤيته آثار الخراب والدمار التي حلت على الاستوديو.
كما كشف النهري أنّ استوديو التصوير لم يكن بالنسبة للممثل مكاناً كغيره، حيث قال: "من الصعب على أي ممثل أن يرى ديكوراً واستوديو كان يتردد عليه يومياً لعدة أشهر ويجسّد فيه شخصية جديدة عليه في مسيرته الفنية بهذه الصورة، فكنت أشعر أن بيني وبين شادر السمك الذي يشهد وقوع غالبية الأحداث، عشرة طويلة".
وحول مصير المسلسل، قال: "ديكورات المواقع الأساسية التي تشهد وقوع غالبية الأحداث منها شادر السمك، ومنزل مصطفى شعبان، الذي يلعب شخصية "المعلم"، احترقت، وبالتالي فمن الصعب أن تعاد ديكورات مماثلة لها أو حتى مشابهة باستوديو آخر، فالأمر سيحتاج إلى عدة أشهر، ونحن في وقت ضيق، فلا حيلة أمامنا سوى أن يتم تغيير نهاية العمل، وسيكون ذلك صعباً للغاية أيضاً على مؤلف العمل والشركة المنتجة التي تكبدت خسائر مادية بملايين الجنيهات، فعزاؤنا الوحيد أنه لا توجد خسائر بشرية وقدر الله ماشاء فعل".
أما في ما خصّ الأقاويل المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه كان يتم تصوير مشهد حريق ضمن أحداث الحلقات الأخيرة، فنفى ذلك تماماً إذ أكد أنهم توقفوا عن التصوير، وغادروا الاستوديو قبل الحريق، وحتى الآن التحقيقات مستمرة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وقوعه، كما أعرب في نهاية حديثه عن تضامنه مع أهالي المنطقة الذين احترقت شققهم السكنية الموجودة بجانب الاستوديو، حيث التهمتها النيران.
ويشار إلى أنّ رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، تفقد صباح أمس، موقع الحادث وأعلن تكفل الحكومة بمعالجة آثار الحريق، كما تقدم أحد أعضاء مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى رئيس المجلس، للكشف عن ملابسات الحادث ومعرفة مصير المواطنين الذين خسروا منازلهم من دون ذنب.