لا خلاف على أنّ الموسم الدرامي المصري الذي يشهده شهر رمضان الكريم متنوّع ومختلف هذا العام، إذ يتبارى فيه عشرات الفنانين على كسب إشادات الجماهير، ليس نجوم الصف الأول فحسب، ولكن هناك ممثلين مشاركين في بطولات هذه الأعمال نجحوا في تسليط الضوء عليهم، ورغم هذه النجاحات التي أكدها كثيرون، إلا أنّ هناك بعض الأزمات التي واجهت عدداً من أبرز المسلسلات، ترصدها السطور التالية.
"الحشاشين"، من أهم وأبرز المسلسلات التي تُعرَض حاليّاً، إذ يجسّد كريم عبدالعزيز شخصية حسن الصباح، مؤسّس "جماعة الحشاشين" القتالية في القرن الحادي عشر الميلادي، ورغم ضخامة إنتاجه والجهد الكبير المبذول فيه وفق حديث غالبية النقاد الفنيين، إلّا أنّه واجه عدة انتقادات منذ أولى حلقاته، منها المطالبة بعرضه باللغة العربية الفصحى، بدلاً من العامية المصرية، واتهامات لمخرجه بيتر ميمي باقتباس بعض مشاهد الفيلم الأجنبي "المسيح" الذي أنتج في سبعينيات القرن الماضي. كما أكد آخرون من متابعيه عبر مواقع التواصل، أنّ تسلسل الأحداث ليس مفهوماً ويحتاج إلى تركيز ذهني عالٍ، وهو ما رد عليه بيتر، في منشور عبر "فايسبوك"، مؤكداً أنّ لغة عرض المسلسل مناسبة للهجة الدولة التي أنتجته، وأنه لا يُقدّم عملاً وثائقياً لا بد أنّ تكون المعلومات جميعها فيه صحيحة، وإلا سيتحول إلى مسلسل وثائقي.
ويُعَدّ مسلسل "المعلم" للفنان مصطفى شعبان، الأسوأ حظاً هذا الموسم، إذ اشتعل موقع التصوير الخاص به والموجود داخل استوديو الأهرام بمحافظة الجيزة، والتهمت ألسنة النار الديكورات بالكامل ما وضع صنّاعه في مأزق، حيث تتبقى لهم خمس حلقات لم ينتهوا من تصويرها، ومن الصعب، وفقاً لتصريحات الفنان طارق النهري، لـ"النهار"، أن تتم إعادة بنائها إلا بعد مرور نحو أربعة أشهر على الأقل.
هذه ليست الأزمة الوحيدة التي واجهت مسلسل "المعلم"، إذ شبّه عدد كبير من متابعيه أحداثه بمسلسل "جعفر العمدة" الذي عُرض في الموسم الماضي من بطولة محمد رمضان، حيث ظهر منذر رياحنة، نجل طارق النهري، وهما يسعيان للانتقام من بطل العمل مصطفى شعبان، وهو ما يشبه كثيراً ما حدث في مسلسل رمضان.
أمّا مسلسل "جري الوحوش"، الذي يعيد تقديم رواية الكاتب الراحل محمود أبو زيد، فقد وقع صنّاعه في أزمة مع ورثة الراحل الفنان كريم أبو زيد، والمؤلف أحمد أبو زيد، إذ لم يحصلا على باقي مستحقاتهما المالية، وفوجئا بعرض العمل خلال الموسم الرمضاني الحالي، وكلّفا المستشار القانوني للأسرة طارق جميل سعيد، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد صناع المسلسل.
وتخوض ليلى أحمد زاهر المنافسة هذا العام بمسلسل "أعلى نسبة مشاهدة"، الذي يناقش قضية مجتمعية مهمّة، هي لجوء الفتيات الفقيرات إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي من أجل كسب المال من خلال صناعة الفيديوات والترويج للمحال التجارية، ما قد يتسبّب في تعرضهنَّ للوقوع في العديد من الأزمات.
ورغم أهمية هذه القضية، إلا أنّ أداء ليلى شبّهه الجمهور بالبلوغر الشهيرة سوزي الأردنية، التي قُبِض عليها الأيام الماضية بتهمة التحريض على الفساد ومخالفة الآداب والأعراف المجتمعية، فرفض متابعو العمل تقمّصها الشخصية بهذه الصورة المبالغ بها.
وأخيراً، تعرّض مسلسل "العتاولة" لانتقادات عدّة أيضاً، إذ رفض عدد من متابعيه تضمّنه مشاهد جريئة، منها رقص نهى عابدين أمام طارق لطفي، بطريقة وصفها البعض بالمثيرة، كما تضمّن مشهداً جريئاً أيضاً بين محمد التاجي وهدى الإتربي واجه انتقادات واسعة.