النهار

نيقولا معوض لـ"النهار": "الحشاشين" أشبه بأعمال السينما العالمية، وشخصية عمر الخيام لم ترهقني
شيماء مصطفى
المصدر: النهار
نيقولا معوض لـ"النهار": "الحشاشين" أشبه بأعمال السينما العالمية، وشخصية عمر الخيام لم ترهقني
نيقولا معوض في "الحشاشين"
A+   A-
تألّق النجم اللبناني نيقولا معوّض، في هذا الموسم الرمضاني، بمشاركته في العمل التاريخيّ المصري "الحشاشين"، حيث جسّد شخصيّة الشاعر والعالم عمر الخيّام، وسط الكثير من التحدّيات، ونجح في تقديمها بالصورة التي نالت إعجاب متابعي العمل منذ عرض أولى حلقاته.
 
نيقولا كشف في مقابلة خاصّة لـ"النهار" عن تفاصيل مشاركته في هذا العمل التاريخي، الذي يرصد السيرة الذاتية لحسن الصباح، زعيم الطائفة الإسماعيلية النزارية، الذي اشتهر بفدائييه في القرن الحادي عشر الميلادي، الذين وصفهم أعداؤه بـ"الحشاشين". وقال: "عندما عُرِضت عليّ المشاركة في "الحشاشين" العام الماضي، كنت وقتها مشغولاً بتصوير مسلسل "الثمن"، وكان من الصعب عليّ أن أجمع بين العملين في آنٍ واحد، فقد كان مخططاً للحشاشين أن يُعرض في الموسم الرمضاني الماضي وليس الآن... وبالفعل، حزنت لاعتذاري عن عدم المشاركة فيه...لكنني فوجئت بتأجيله للعالم الحالي. وبعد تجديد عرضه عليّ لم أفكّر، ووافقت على الفور".
 
 
 
ويتابع: "استعدادات الشخصية التاريخية قد تكون مرهقة للكثير من الفنّانين، لا سيّما أنّهم يحتاجون لدراستها جيّداً ومعرفة تفاصيل حياتها حتى يتمكّنوا من إقناع الجمهور بأدائهم، ويكونون أقرب إلى تفاصيل الحكايات التي سمعوا بها حول هذه الشخصية". لكن الأمر كان مختلفاً لنيقولا، فكان بسيطاً، فـ"من قبل، عُرض الدور عليّ، وأنا من محبّي عمر الخيام، وقرأت عنه كثيراً. لكنّ ورق الكاتب عبدالرحيم كمال -في الحقيقة - يساعدنا كممثلين من حيث توفير التفاصيل كافة، فلا نحتاج إلى العودة إلى مصادر أخرى، كما أنّني أعجبت برغبته في إبراز جوانب أخرى من شخصية الخيام، بعيداً عن معرفتنا به كعالم رياضيات عظيم وشاعر من أجمل ما يكون. لكن في الحقيقة هذه الشخصية كانت غير راضية عن حياتها، ويشعر بأنّه سيموت من دون أن يكون شخصاً مؤثراً، فرغبت في أن أوضح هذا للجمهور. ويصادف أنّ الصورة شكّلت رؤية المؤلّف نفسها، فرغم وجود مرجعيات تاريخية كثيرة عن عمر الخيام، اكتفيت بقراءة ما كتبه كمال".
 
جذب نيقولا الجمهور بطريقته السلسة في إلقاء الشعر باللغة العربية الفُصحى، فكان واضحاً تمكّنه من أدواته اللغوية والنحوية. وعن أسباب نجاحه في هذه الناحية قال: "لم تواجهني في العمل بشكل عام أيّ صعوبات، لا سيّما إلقائي الشّعر، فأنّا تخرّجت في قسم المسرح، وقدّمت في لبنان عروضاً مسرحية باللغة العربية الفُصحى، فالأمر بالنسبة لي ليس صعباً. وفي الأساس أنا من مُحبي اللغة العربية والنطق بها".
 
وحول الرؤية النقدية التي شدّدت على أفضلية اللغة العربية الفصحى بدلاً من العامية المصريّة في عمل تاريخي بهذا المستوى، رأى معوّض عكس ذلك، إذ أكّد أنّ المسلسل مصنوع في مصر، ومن المنطقي أنّ يُخاطب الجمهور المصري، مستنكراً غضب البعض من ذلك، بدل أن يسعدوا بذلك.
 
ردود أفعال قوية تلقاها النجم اللبناني حول شخصية عمر الخيام، فكشف عن تفاصيلها قائلاً: "تجربتي في الحشاشين في الحقيقة رائعة، وأعتبرها أشبه بأعمال السينما العالمية. وهذا ما لمسته من رد فعل الجمهور وأصدقائي حول العمل، إذ فوجئت بعد عرض أولى حلقاته بانبهارهم به. ولي أصدقاء لا يشاهدون أعمالاً عربية انجذبوا لمتابعته، وأكدوا لي أنّهم يشعرون وكأنهم يشاهدون عملاً عالمياً وليس مصرياً عربياً".
 
 
أجواء تصوير رائعة ومحببة عاشها نيقولا معوض، لا سيّما أنّها كانت مع المخرج بيتر ميمي، الذي كان معوض يرغب في التعاون معه في أيّ عمل فني، فضلاً عن اكتشاف نيقولا جوانب إنسانية رائعة في بطل العمل كريم عبدالعزيز، وفتحي عبدالوهاب، اللذين تحدّث عنهما قائلاً: "بيتر من المخرجين المصريين الذين كنت أرغب في العمل معهم، واستمتعت كثيراً بحماسته للتجربة واهتمامه بأدق التفاصيل، فكان من الممكن أن نحصل على راحة، لكنّه يعمل طوال الأربع وعشرين ساعة، وهو دقيق بصورة ملحوظة. أما عن كريم عبدالعزيز وفتحي عبد الوهاب، فهما من أروع الشخصيات التي تعاونت معها، وأثبتا لي بالفعل أنّ الفنان يكون إنساناً أمام وخلف الكاميرا، ولا يمكنه الفصل بين هذين العالمين؛ لذا كانت أجواء التصوير معهما رائعة، وأعتبرهما من أفضل الشخصيات التي تعاملت معها".
 
 
وأخيراً، أشاد معوض بحرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجة للمسلسل على دعمه وتمويله حتى يخرج بهذه الصورة العالمية، موجهاً الشكر لطاقم العمل، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، مؤكّداً أنّ المسلسل لولا هذه الجهود الجماعيّة لما شاهده الجمهور بهذا المستوى فوق الرائع.
 

اقرأ في النهار Premium