انتهت المنافسة الدرامية بين أعمال النصف الأول من شهر رمضان الكريم، ووجد الجمهور نفسه أمام وجبة درامية متنوّعة ما بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والأعمال الشبابية. ويمكن القول إنّ أغلبها كان محطّ أنظار الجمهور، وأثار القضايا التي تمّت مناقشتها من خلالها اهتمام مختلف الفئات.
نهايات أحداث هذه المسلسلات، التي عُرضت في إطار خمس عشرة حلقة، جاءت متباينة؛ فبعضها كان صادماً للجمهور، والآخر مؤثراً في مشاعرهم، فيما نجح بعضها في إيصال رسالته والهدف منه للجمهور، أبرزها مسلسل "صلة رحم" للنجم إياد نصار، الذي ناقش من خلاله واحدة من أهم القضايا والأكثر إثارة للجدل، إلا وهي لجوء البعض إلى فكرة تأجير الأرحام تحقيقاً لحلم الإنجاب. فبعد صراعات طويلة عاشها بطل العمل (الدكتور حسام) كي يزرع بويضات زوجته التي لم تعد قادرة على الإنجاب، في داخل رحم سيّدة أخرى، ليرى طفله أمام عينيه، إلا أنّه يُتوفى بعد لحظات من ميلاد الطفل، فكانت نهايته التي أبكت الجمهور، في الوقت الذي فتحت باباً من الجدل حول حرمة تأجير الأرحام، برأي البعض، لا سيّما بعد المشهد الذي ظهرت فيه أسماء أبو اليزيد ويسرا اللوزي، وهما تنظران إلى الطفل، وكل واحدة تشعر بأحقّيتها فيه.
أكرم حسني، الذي خاض الموسم الرمضاني بالمسلسل الكوميدي "بابا جه"، نجح في توصيل فكرته للجمهور، وهي أهميّة قيام الأب بدوره حتى لا يشعر أبناؤه بغيابه، بالرغم من وجوده معهم. وهو ما أثنى عليه الكثيرون من متابعيه عبر مواقع التواصل. ومن بين مفاجآت الحلقة الأخيرة للمسلسل ظهورُ روبا وياسين، نجلا أكرم، حيث طالباه بمعرفة إجراءات استئجار أب بدلاً منه، بسبب انشغاله طوال الوقت بتصوير أعماله الفنية، لينتهي المشهد بينهم بمطالبتهما له بالعودة إلى المنزل لمناقشة الأمر.
"كامل العدد +1" للنجمين دينا الشربيني وشريف سلامة واحدٌ من الأعمال الرمضانية، التي أشاد بها متابعوها، بعدما تعلّقوا بأحداثه والشخصيات التي ظهرت فيه. وقد أكّد عدد كبير منهم عبر مواقع التواصل أنّه أشبه بالمسلسلات القديمة التي رسخت مفهوم ومعنى العائلة، في ظل انتشار التفكك الأسري وهيمنة مواقع التواصل على التعاملات بين أفراد الأسرة الواحدة.
من بين اللقطات المؤثرة في المسلسل حرص شريف سلامة على زيارة قبر صديقه الذي جسّد شخصيّته الممثل الراحل مصطفى درويش. ونظراً لوفاته عقب نجاحه في الجزء الأول من العمل، قرّر صنّاعه تخليد ذكراه عن طريق إعلان وفاته ضمن أحداث العمل أيضاً، ليكون الحاضر الغائب، وليتصدّر الترند بالرغم من رحيله.
في "أعلى نسبة مشاهدة"، تطرقت الممثلة الشابة سلمى أبو ضيف إلى مناقشة قضيّة مهمة، لها تأثير ملموس على الشباب في العالم العربي، وهي وقوع عدد من الفتيات، لاسيّما المنتميات إلى الطبقة الفقيرة، ضحايا لإغراءات عالم السوشيل ميديا. كانت نهاية العمل مؤثرة بعدما تمّ القبض على البلوغر وصانعة المحتوى شيماء (سلمى أبو ضيف). وأثناء وقوفها في داخل قفص الاتهام، قدّمت مشهداً مبكياً، إذ كشفت عن أنّها اضطرت إلى اللجوء إلى السوشيل ميديا بسبب انشغال أسرتها الفقيرة طوال اليوم بتوفير نفقات معيشتهم، وحاجتها إلى الاستقلال المادي. لذلك، شبّه الجمهور قصّتها بقصة البلوغر الشهيرة سوزي الأردنية، التي تمّ القبض عليها أخيراً بتهمة نشر محتوى غير أخلاقي، وبالبلوغر حنين حسام التي ألقي القبض عليها بتهمة الإتجار بالبشر عبر مواقع التواصل، وتم الحكم عليها بالحبس ثلاث سنوات.
من بين النهايات السعيدة، التي أثلجت قلوب المشاهدين والمتابعين جيداً لأعمال الموسم الرمضاني، نهاية "مسار إجباري"، حيث حصل بطل العمل أحمد داش على حكم ببراءته، بعدما تورّط في قضية قتل، ودافع عنه شقيقه (عصام عمر). وفي نهاية الحلقة، يؤكّد الاثنان أهمية الأخوة في حياة بعضهما البعض، بالرّغم ممّا يحدث بينهما من خلافات وأزمات.