علاقة صداقة قوية جمعت بين الراحل صلاح السعدني، والزعيم عادل إمام، بدأت من داخل ساحة كلية الزراعة بجامعة القاهرة، حيث التقى الطالبان لأول مرة هناك، وجمع بينهما حب الفن والوقوف على خشبة المسرح، لكن لم يعرفا وقتها أنهما سيكونان من كبار نجوم الفن في مصر والعالم العربي
مسيرة إمام والسعدني، الذي غيّبه الموت عن محبيه يوم الجمعة، انطلقت في توقيت واحد، لكن كلاً منهما حقق نجاحاً بطعم ولون مختلفين عن الآخر، وكان القاسم المشترك بينهما التمتع بموهبة فنية متميزة، وصناعة أرشيف فني سيظل علامة في تاريخ الفن في مصر.
نجومية إمام، فاقت السعدني، ما دفع البعض للتوهم بأن الأخير تولّد داخله الشعور بالغيرة الفنية من صديق رحلته التي كان يصفه بـ"صديق السلاح"، ورداً على سؤال أحد مقدمي البرامج في مقابلة تلفزيونية نادرة للراحل حول هذه النقطة، جاءت إجابته بطريقة ديبلوماسية، حيث قال: "الحياة بالنسبة لي تركيبة مختلفة، فيها إيمان بأشياء خاصة، وأنا لا يعنيني من اسمه أكبر، ومؤكد أنّ الاسم الأكبر هو الأكبر فناً، وربما يكون هذا هو حجم موهبتي، ومن خلال حجم موهبتي صنعت لنفسي هذه المكانة".
من بين العبارات اللافتة من أحاديث العمدة صلاح السعدني التلفزيونية عن رفيقه عادل إمام، كانت في برنامج المذيع الراحل مفيد فوزي، وبمجرد ذكر اسم الزعيم، قال عنه: "محتاج أكتر من 4 ساعات كي أتحدث عن عادل إمام، حينما التقينا للوهلة الأولى شعرت أنه فنان وممثل كبير وكنا وقتها لا نزال في كلية الزراعة".
ويذكر أنّ عادل إمام، تغيب عن حضور جنازة السعدني، ومن المؤكد أن ظروفه الصحية هي السبب الوحيد وراء هذا الغياب، لكن نجليه رامي ومحمد إمام، حرصا على مساندة نجل أحمد السعدني، والوقوف إلى جواره في هذا اليوم العصيب، نيابةً عن والدهما.