أزمة كبيرة شهدتها الساحة الفنية والإعلامية في مصر خلال الساعات الماضية سببها التجاوزات التي صدرت من بعض المصورين أثناء تغطية جنازة الفنان المصري الراحل صلاح السعدني، يوم الجمعة الماضي، بسبب احتشادهم حول المشيعين ونجل الراحل الفنان أحمد السعدني، ما دفعه للانفعال عليهم وسبّهم.
عقب انتهاء الجنازة، عبّر عدد من المشاهير والإعلاميين عن غضبهم مما يتعرضون له أثناء تشييع الجنازات، مطالبين بضرورة وضع ضوابط تنظم التغطية الإعلامية المهنية للعزاءات والجنازات، بشكل لا ينتهك حرمة الموتى، وكان من بين هؤلاء الإعلاميان عمرو أديب وزوجته لميس الحديدي.
ظهر أمس الأحد، ووسط ترقب الجميع لمشهد عزاء السعدني، أصدر نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، بياناً يعتذر فيه لوسائل الإعلام والمواقع الإخبارية، لعدم السماح لهم بتغطية العزاء الذي أقيم أمس بأحد مساجد منطقة الشيخ زايد، وأكد أن هذا القرار بناءً على رغبة أسرته، وأنّ حضور العزاء سيكون مقتصراً على الأهل والمقربين.
لم يكتفِ نقيب الممثلين بهذا الاعتذار، لكنه استنكر ما حدث في جنازة السعدني، وأكد أنّ المصورين الذين يظهرون في الجنازات والعزاءات ليسوا صحافيين، ولكنهم تابعون لمواقع وصفحات عبر مواقع التواصل تبحث عن اللقطة التي تثير الجدل دون مراعاة مشاعر أهل المتوفى، كاشفاً عن أن الفنانة منى زكي، التي حرصت على حضور الجنازة هي وزوجها الفنان أحمد حلمي، تعرّضت للمضايقات بشكل كبير.
الإعلامي المصري محمد الباز، باعتباره صحافياً، أعلن رفضه لحديث نقيب الممثلين غير اللائق حسب وصفه عن المصورين والمراسلين، مؤكداً في منشور عبر "فايسبوك" أنه كان عليه الإعلان عن رغبة أسرة السعدني، بعدم حضور أي قنوات إعلامية للعزاء، من دون أن يقلل من حجم ومهنة الصحافة وتوثيق الأحداث.
حديث الباز، لم يلق قبولاً لدى نقيب الممثلين، وطالبه في مداخلة هاتفية لصالح أحد البرامج أن يعتذر عنه حتى لا يتسبب في إشعال فتنة بين الصحافيين والفنانين، وهو ما حدث بالفعل، حيث شن عدد كبير من الصحافيين، عبر مواقع التواصل، هجوماً كبيراً على المطالبين بمنع تغطية الجنازات والعزاءات، مؤكدين أنه في دول العالم جميعها هذه الأحداث يتم توثيقها باعتبار أصحابها شخصيات عامة.
نقابة الصحافيين في مصر، برئاسة خالد البلشي، حسمت الجدل وأصدرت بياناً رسمياً، أعلنت فيه وقف تغطية الجنازات والعزاءات لحين عقد اجتماع طارئ بعد غد الأربعاء مع نقابة الممثلين، لبحث آليات تغطية مثل هذه الأحداث بشكل لا ينتهك حرمة الميت وفي الوقت نفسه يضمن للصحافيين كرامتهم وأداء مهامهم.
ويشار إلى أنّ صلاح السعدني، صاحب لقب عمدة الدراما المصرية، رحل صباح الجمعة الماضي عن عمر ناهز 80 عاماً، وشيعت جنازته في اليوم ذاته، من مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد، وسط حضور كبير لمشاهير الفن والشخصيات العامة، واستقبل نجله العزاء فيه أمس، بعيداً عن وسائل الإعلام بناءً على رغبته.