"في منزل أنثى السنجاب دق جرس الباب"... تلك هي الكلمات الافتتاحية لأغنية الأطفال الشهيرة "أنثى السنجاب"، التي تُذاع عبر إحدى القنوات المخصصة لأغنيات وأناشيد الأطفال، لكنّها لم تكن أغنية عادية مرّت مرور الكرام على الأطفال، لكن بات يتغنّى بكلماتها ليس الصغار فقط ولكن الكبار أيضاً، فتجد نفسك تلقائياً عند سماعها للمرة الأولى، تردّد كلماتها بصورة غير مقصودة.
الأغنية اقتربت من تحقيق المليار مشاهدة، لتكون العمل الغنائي الأوّل الموجّه للأطفال في المنطقة العربية الذي يحقق هذه الأرقام. وبدأت المقارنات تنعقد بينها وبين أغنية "Baby Shark" التي ترجمت لعدة لغات وحققت مليارات المشاهدات.
كاتبة كلمات "أنثى السنجاب"، هي الشاعرة مريم الكرمي، ابنة محافظة أسوان، بصعيد مصر، حيث تتعاون مع قناة "أسرتنا تي في"، وتوجه كلماتها التي تدوّنها للصغار، فمن هي تلك الشاعرة؟ وما هي رحلتها مع عالم الأطفال؟... هذه التفاصيل ذكرتها في مقابلة خاصة مع "النهار" إليكم نصّها:
بداخلها روح الطفولة رغم وصولها سن الخمسين
مريم الكرمي، شاعرة مصرية، من مواليد محافظة أسوان، عائلتها تحظى بالعديد من المواهب الفنية، فبناتها محترفات في الرسم، وزوج ابنتها شاعر ومدقق لغوي، وهناك أيضاً العديد من شباب العائلة وكبارها أيضاً يهوون كتابة الدواوين الشعرية والرسم، فيمكن القول إنّها تعيش في أجواء أدبية وفنية خالصة.
تقول الكرمي: "بداخلي طفلة لا زلت أحتفظ بها ولا أرغب في التخلي عنها"، وتلفت في هذا الشق إلى أنها بالرغم من وصولها لسن الخمسين، فإنه بداخلها طفلة تتعامل على أساسها مع الآخرين، إذ لا تغضب سريعاً أو تحمل أي كره لأحد، وربما يكون هذا سبباً في تألقها في كتابة شعر الأطفال.
بدايتها في عالم كتابة دواوين وقصص الأطفال
أوضحت ابنة صعيد مصر، أنّها بدأت كتابة القصائد الشعرية لمراكز شباب قريتها حتى يتم إلقاؤها في المناسبات العامة، إضافةً إلى كتابتها الأشعار لأبنائها كي يلقوها في الإذاعة المدرسية، فبدأت تشعر بأهمية الموهبة التي تمتلكها وتكوّنت بداخلها رغبة السير نحو الاحتراف.
بدأت حياتها العملية مع مجلة فلسطينية، خاطبت من خلالها أطفال فلسطين، معربةً عن امتنانها لها لكونها أتاحت الفرصة لها كي تنشر أعمالها كافة، دون تأخير أو تردد، ثم اتجهت بعد ذلك للقنوات المخصصة للأطفال، وقطعت بها شوطاً كبيراً آخرها "مدرستنا تي في" التي تُعرض عليها أغنية "في منزل أنثى السنجاب".
نجاح "أنثى السنجاب" ليس أقصى طموحاتها
الكرمي، أكدت أنها فوجئت بالنجاح الكبير الذي حققته أغنية "أنثى السنجاب" وعلى الرغم من سعادتها بذلك، لكنها شعرت بالرهبة وتحملت مسؤولية أكبر، فكانت تفضل أن تعمل في هدوء وسط الطبيعة الساحرة في أسوان، بعيداً عن ضغط الشهرة والأضواء، لكنها تحلم بأن تصل للعالمية، وتتم ترجمة أعمالها لأطفال العالم كله، مثلما حدث مع أغنية "بيبي شارك" ، كشفت أيضاً عن تلقيها العديد من العروض المغرية للانضمام إلى منصات وقنوات كبرى، لكنها لم تحسم الأمر ولا تزال تفكر فيه.
حلم قناة مصرية للأطفال
صاحبة أغنية "أنثى السنجاب" أكدت أنها ليست مجرد كاتبة دواوين شعرية للأطفال، لكنها تحرص على تقديم رسالة ومعلومة وهدف تربوي من خلال كلماتها، لذا فهي تأمل أن يكون هناك قناة مصرية للأطفال، تحت رعاية الدولة، تحارب من خلالها الأفكار الدخيلة التي تحاول بعض القنوات بثها في نفوس صغار العرب.
كتابة شعر الأطفال بالعربية أمر ليس سهلاً
الشاعرة المصرية، أوضحت أنه ليس سهلاً أن تصنع أغنيات للأطفال باللغة العربية، ولم تكن تتوقع أن يحفظوا المقطع الأول من "أنثى السنجاب" على الرغم من أنّه باللغة العربية الفصحى، لكن ما حدث كان توفيقاً من الله، حسب حديثها.
من بين الصعوبات التي واجهتها أيضاً هو التدقيق اللغوي، فكان من الصعب أن تكون شاعرة ومدققة لغوية في الوقت نفسه، لكن زوج ابنتها ساعدها في تخطي تلك العقبة، ويراجع لها القصائد نظراً لتمتعه بقدرات لغوية عالية وفي الوقت نفسه يُعد شاعراً، موجّهة له الشكر على مساعدته لها.
في نهاية حديثها، طالبت الآباء والأمهات بأن يدققوا الاختيار في المحتوى الذي يضعون أبناءهم أمامه حتى لا يتعرضوا لمشكلات صعب حلها فيما بعد.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.