بعد مرور 14 عاماً على نجاح الفيلم المصري "زهايمر" للنجم عادل إمام، عاد الحديث عنه من جديد هذه الأيام، بعدما كشفت منتجته الفنانة إسعاد يونس عن إعادة عرضه في دور العرض بمعظم دول الخليج، خلال الأيام المقبلة، احتفالاً بذكرى ميلاد الزعيم، التي تحلّ في السابع عشر من شهر أيار.
قصّة الفيلم كتبها المؤلف نادر صلاح الدين، وتطرّق من خلالها للمرة الأولى في تاريخ السينما العربية للحديث عن أزمة مرضى "الزهايمر"، والتوابع النفسية التي تصيب أصحابه، خاصةً كبار السنّ. مشاهده جمعت بين الكوميديا والتراجيديا، فتارة تنتابك نوبات الضحك بسبب "إفيهات" ومشاهد الزعيم، وتارة أخرى تسلب دموعك تعاطفاً مع بطل القصة، الذي يدّعي أبناؤه إصابته بالزهايمر، طمعاً في وضع أيديهم على أمواله.
شارك في الفيلم عدد كبير من النجوم، في مقدمتهم الراحل سعيد صالح الذي أبكى المشاهدين بأدائه الرائع، على الرغم من محدودية ظهوره. كما شارك في الفيلم رانيا يوسف، فتحي عبد الوهاب، أحمد رزق، لطفي لبيب، إسعاد يونس، وآخرون.
حقّق الفيلم فترة عرضه بدور العرض السينمائية، نجاحات منقطعة النظير، وكأنّ الجمهور كان يشعر بأنه الأخير الذي سيشاهده للصديقين الأشهر في السينما المصرية، سعيد صالح وعادل إمام، فتوفي بعده الأول، ولم يقدم الأخير أيّ مشروع سينمائي بعده.
نادر صلاح الدين، عبّر في تصريحات خاصة لـ"النهار" عن سعادته بتصدّر الفيلم المشهد السينمائي في مصر والعالم العربي من جديد، كاشفاً عن أنّ كواليس كتابته والتحضير له كانت كثيرة للغاية لدرجة أنه صنع كتاباً عنها.
أشار أيضاً إلى أنه يعتبر من أهم مؤلفاته، لأسباب عدّة من بينها أنه تعاون من خلاله مع الزعيم، الذي اختتم به مسيرته السينمائية الطويلة، فلم يقدم لجمهوره بعده أيّ أعمال سينمائية جديدة، أيضاً كان الفيلم الأخير لسعيد صالح، حيث توفي بعده بأربع سنوات.
صلاح الدين، أكد في نهاية حديثه أن توفيق الله كان سبباً في أن يقدّم من خلال "زهايمر" الزعيم عادل إمام بشكل مختلف. هذه النقطة شكلت له فارقاً كبيراً في مسيرته الروائية، أضاف أيضاً أن التحضير له وكتابة قصة تتعلق بمصابي مرض الزهايمر، لم تتمّ بشكل عشوائيّ، لكنّه عرضها على طبيب متخصّص، فأثنى عليها ولم يقدّم أيّ ملحوظات على ما جاء بها، نظراً لأنّه أجرى دراسة تفصيلية أثناء كتابتها، ما جعلها تدخل سريعاً قلوب الجماهير.