احتفى الوسط الفني في مصر، أمس العاشر من شهر أيار، بذكرى وفاة واحدة من جميلات السينما المصرية. ارتبط اسمها بالنمر الأسود الفنان الراحل أحمد زكي، فهي حب حياته وأم ابنه الوحيد الفنان هيثم زكي، الذي لحق بهما في ريعان شبابه. هي الفنانة هالة فؤاد، صاحبة الحضور الرقيق والوجه الهادئ على الشاشة.
وقعت هالة في حب زكي، وتزوّجا في العام 1983. تعلّق بها كثيراً، فكان شديد الغيرة عليها، ما أوجد بداخله رغبة في عدم عودتها للساحة الفنية بعدما غابت عنها لرعاية نجلهما هيثم. والدها المخرج الكبير أحمد فؤاد، اعترض على موقفه من عودتها للتمثيل، فنشبت بينهما خلافات مستمرة. وفي ظل إصرار "النمر الأسود" على موقفه، ورغبته في تفرغها له ولابنه، أصرّت هي على موقفها، فانتهت قصة حبهما بعد سنوات قليلة من زواجهما.
هالة، تزوجت بعد انفصالهما، وأنجبت ابنها رامي، لكن زكي رفض الزواج وصرح كثيراً في أحاديثه بأنه رغم الطلاق، لم يكن يرى أي امرأة غيرها في الحياة، وندم على تسرّعه في موافقتها على طلب الطلاق دون نقاش أو احتمال الوصول إلى حل آخر غير أن تبتعد عنه.
يوم وفاة هالة، كان أحمد زكي، مشغولاً في تصوير فيلم "سواق الهانم" فماذا فعل عند سماعه الخبر؟ خبير المكياج الفنان محمد عشوب، كان صديقاً مقرباً من "النمر الأسود"، فكشف لـ"النهار" عن تفاصيل هذا اليوم الحزين، إذ قال إنّه كان يصوّر مشهده فوق أسطح أحد المباني. اتفق هو وصناع العمل على عدم إبلاغه بالنبأ منعاً لإصابته بصدمة نفسية أثناء التصوير.
حدث ما كان عشوب يخشاه، وتم تسريب الخبر إليه عن طريق إحدى الممثلات، وفجأة وجدوه تحوّل تماماً. علامات الصدمة والحزن بدت على وجهه، وكل ما فكر فيه هو أن يقفز من فوق سطح المبنى. حاول من كانوا بجانبه التدخل لمنعه وتهدئته، لكن حياته بعد رحيلها لم تعد كما كانت حسب حديثه.
في نهاية روايته، أكد عشوب أنّ أحمد زكي أحب هالة فؤاد بدرجة لم يتخيلها أحد، فعلى الرغم من كثرة النساء حوله، لكنه لم يتمكن من أن يتخطى مرحلة حبها، خاصة أنها أم ابنه الوحيد وكان شديد التعلق به.
كشف أيضاً عن أنه حاول الارتباط بعد انفصاله عنها بناءً على إلحاح المحيطين به لكنه لم يتمكن من الإقدام على تلك الخطوة أو تحل مكان هالة في قلبه أي امرأة أخرى.