الحديث عن واقعة دهس مطرب المهرجان المصري عصام صاصا مواطناً مصرياً على الطريق الدائري بمحافظة الجيزة، وتسببه بوفاته، يزداد اشتعالاً، وتحوّلت قضية رأي عام، تعاطف البعض فيها مع صاصا، وطالب آخرون بتوقيع أقصى العقوبة عليه، لا سيّما بعدما أكد تقرير الطب الشرعي تناوله المخدرات.
وقرّر مطربو المهرجانات الشعبية في مصر شن حملة دفاع واسعة عن زميلهم بهاشتاغ "عصام صاصا مش مجرم"، وذلك رداً على من يطالبون بتوقيع أقصى العقوبات عليه، ومن أبرز هؤلاء الداعمين حمو بيكا، الذي طالب وسائل الإعلام بـ"عدم تعقيد الأمور وإشعال الأزمة مع أسرة الضحية"، مشيراً إلى أنّها "ليست الحادثة الوحيدة التي يفقد فيها أحد المواطنين روحه".
وخرجت زوجة صاصا عبر فيديو بموقع "إنستغرام" لتكشف عن أنّ هناك مساومات يتعرضون لها من أجل الحصول على مبالغ مالية ضخمة نظير إنهاء إجراءات التصالح بينهم وبين أسرة الضحية منعاً لدخول زوجها السجن، مؤكدةً أنه يمر بحالة انهيار نفسي، ومتعاطف مع أبناء المُتوفى.
ورداً على ما ذكرته زوجة مطرب المهرجانات، بأنه تتم مساومتهم من أجل إنهاء القضية بشكل ودي، قال المستشار علي فايز، محامي أسرة الضحية في تصريحات خاصة لـ"النهار" إنّ ذلك لم يحدث، وتصريحاتها ليست في مصلحة زوجها، ففي الوقت الذي يسعى هو لإقناع الأسرة بالتصالح مع صاصا، وتطبيق حكم الشريعة، وهو الدية الشرعية، خرجت بتلك التصريحات لتؤجّج الأزمة.
وأكد فايز أنّ أسرة الضحية أحمد مفتاح، الذي توفي أسفل عجلات سيارة عصام صاصا، لم تقبل بالصلح حتى الوقت الحالي، وفي حال حدوث ذلك فلن يقل مبلغ التعويض عن عشرة ملايين جنيه، مؤكداً أنه يتعامل مع الأزمة بشكل إنساني، ويسعى لتحقيق أكبر فائدة لأبناء الراحل، لكنّه سيدعمهم ويستكمل معهم الطريق الذين يختارونه أياً كان، مؤكّداً أنه يعي جيداً أنّ "أموال الدنيا كلها لا تعوّضهم عن رحيله".
ويذكر أنّ صاصا موجود حالياً في الإمارات، حيث سافر من مصر، مباشرة بعد إخلاء سبيله من سراي النيابة، لكن تقرير الطب الشرعي الذي أكد قيادته تحت تأثير المخدرات، قلب موازين القضية وتم إصدار قرار بضبطه وإحضاره، وسيتم القبض عليه في هذه الحالة بطريقتين: إما بمخاطبة الإنتربول الدولي في الإمارات في حال تحديد وجهته، وإما توقيفه عند الوصول إلى مطار القاهرة.
وأكّد صاصا خلال مكالمة هاتفية، مع محامي أسرة ضحيته، أجراها من الإمارات أنه على استعداد لتنفيذ أقصى عقوبة ممكنة حتى لو وصلت إلى الإعدام، لكن ما يهمه أن يتصالح مع أبناء الراحل الصغار، لكونه يشعر بما يشعرون به حالياً بعدما فقد والده وهو في التاسعة من عمره