يصادف غداً السابع عشر من شهر أيار، يوم ميلاد الزعيم عادل إمام رقم 84، وهو أحد أهم نجوم الكوميديا في العالم العربي، إذ تتحول ساحات مواقع التواصل في هذا اليوم لدفتر تهنئة له وتكثر الأمنيات له بالصحة والعافية، ويترقب جمهوره ظهوره عبر أي وسيلة إعلامية ليقول كلمته التذكارية في يومه المميز.
عادل إمام، قليل الظهور عبر وسائل الإعلام، وعندما يُجري مقابلة لصالح إحدى القنوات، تلقى اهتماماً كبيراً جماهيرياً وإعلامياً، إذ اعتاد منذ دخوله المجال الفني وبدء مسيرته الفنية التي تخطى عمرها الستين عاماً، أن يركز في نجاحه، ويمضي كالقطار السريع نحو الشهرة والنجومية، محتفظاً بأسرار حياته الخاصة، له ولأسرته، لكن في إحدى المقابلات فتح قلبه للجمهور وكشف لمحات منها.
من أبرز ما كشف عنه الزعيم في حوار إذاعي مع المذيعة آمال العمدة، قصة المصادفة التي أدخلته مجال التمثيل، حيث كان في المدرسة الثانوية، ومن بين الطلاب المشاغبين، وفي أحد الأيام حاول الهرب من بعض الطلبة الذين يرغبون في ضربه بسبب مضايقته لهم، ويفر هارباً ويجد نفسه في غرفة هادئة بها مجموعة من الأشخاص، ليسألوه عن سبب دخوله فهذه هي غرفة التمثيل، فلم يجد مخرجاً من تلك الأزمة سوى إخبارهم بأنه يرغب في التمثيل معهم، ومن هنا جاءت فكرة ولعه بالمجال.
من بين الأسرار التي كشفها الزعيم عن نفسه، حكاية الكابوس الذي يفسد راحة منامه، فدائماً يرى نفسه يقود سيارة بدون فرامل وزجاجها مكسور، ولا يرى الطريق أمامه، ولم يجد تفسيراً يضعه لما يراه سوى الخوف من المستقبل.
هذا ما كشفه الزعيم عن نفسه، لكن حديث رفقاء رحلته الفنية عنه كان كثيراً ومليئاً بالقصص المشوقة، كان أبرزهم الراحل صلاح السعدني، الذي بدأ معه مسيرته الفنية على مسرح كلية الزراعة بجامعة القاهرة، حيث قال في لقاء نادر مع الإعلامي مفيد فوزي، إنه خلق ليكون ممثلاً، ولا يصلح لأي مهنة أخرى.
سر آخر كشفه عمدة الدراما المصرية الراحل، عن الزعيم رفيق رحلته، هو امتلاكه أشرطة مسجلة بصوته يكشف فيها عن أحلامه التي يرغب في تحقيقها وكأنه كان يقرأ في كتاب مفتوح، فكان يقول إنه سيصبح أهم ممثل في مصر، والعلاقة بينه وبين الناس مفتوحة، وأشياء كثيرة تنبأ بها عادل في شبابه وتحققت مع الوقت.
أما يسرا، فهي صديقة العائلة، وعلى علاقة جيدة بزوجته السيدة هالة الشلقاني، وكشفت عن الجانب الأسري في حياة الزعيم وكيف أنّ زوجته كانت داعمة له في مسيرته الفنية، فقالت إن هناك حالة من الحب والترابط والصداقة تسيطر على عائلة الزعيم، فضلاً عن أنه ترك أموره المنزلية لزوجته كي تديرها بمعرفتها، فكانت على قدر تلك المسؤولة والثقة، في حين أنه كان ينشغل بحياته الفنية ويسافر فترات طويلة بعيدا عنهم.
مسيرة عادل إمام، مليئة بالحكايات والأسرار، فلم يكن نجاحه الأسطوري من فراغ، ربما تكون قصته ملهمة للشباب، لكن لا خلاف على أنّ التوفيق والحظ ومحبة للجماهير عوامل ساعدته في صناعة اسم الزعيم.