انقلب الرأي العام في مصر خلال الفترة الماضية على شركات سيارات التوصيل الخاصة، بعد تعرّض أكثر من فتاة للتحرش ومحاولة الاعتداء على يد بعض سائقيها، ما أدى إلى وفاة إحداهن الطالبة حبيبة الشماع، التي رحلت بعد دخولها في غيبوبة عدة أيام، بعدما ألقت بنفسها من إحدى سيارات تلك الشركات هرباً من محاولة التعدي عليها.
الأمور كانت قد هدأت إلى حد ما بعد واقعة الشماع، لكن عادت للاشتعال من جديد بعد واقعة فتاة التجمع، التي حدثت خلال اليومين الماضيين، إذ حاول سائق تابع لإحدى هذه الشركات اغتصاب فتاة بمنطقة التجمع الخامس، مستخدماً سلاحاً أبيض لترويعها، لكنها قاومته ما أدى إلى هروبه، وتمكنت الشرطة من القبض عليه واعترف بجريمته.
دعوات مقاطعة شركات سيارات التوصيل، اجتاحت مواقع التواصل، وطالب ناشطون بضرورة غلق مكاتبها في مصر، بعدما انتشرت حالة من الرعب بين الأهالي والفتيات.
انضم لتلك الحملات عدد من الفنانين والمشاهير ممن تساءلوا عن هوية ملاك هذه الشركات ولماذا لم يتم إصدار قرارات بغلقها في مصر في ظل تعدد تلك الجرائم ذات الملابسات الواحدة، أبرزهم: صلاح عبدالله الذي دوّن تغريدة عبر تطبيق "إكس" قال فيها إنه أرسل رسالة تحذيرية لزوجته وبناته على جروب العائلة، يحذرهن فيه من استخدام هذا التطبيق.
الفنان القدير أوضح في تصريح خاص لـ"النهار" أنه شعر بالفعل بالقلق على أسرته، موضحاً أنهم لا يستخدمون تلك السيارات كثيراً، لأنّ لديهم سياراتهم الخاصة، لكن في ظروف استثنائية، أعرب أيضاً عن حزنه على الفتيات اللاتي وقعن ضحايا لتلك الحوادث، متمنياً الأمان لسيدات مصر جميعهن.
حسن الرداد، أيضاً عبّر عن غضبه من انتشار هذه النوعية من الجرائم في الآونة الأخيرة، إذ أكد في منشور عبر "فايسبوك" أنه يجب محاسبة السائقين وإجراء تحاليل تناول المخدرات قبل قبول تعيينهم بها، كما طالب بضرورة تدخل المسؤولين منعاً لتجدد ارتكاب مثل هذه الوقائع.
كانت عبير صبري، أولى المشاهير الذين طالبوا بغلق تطبيقات تلك الشركات في مصر، وعقب انكشاف تفاصيل واقعة فتاة التجمع، دونت منشوراً عبر فايسبوك، استنكرت فيه عدم خضوع تلك الشركة للرقابة من جانب وزارة الداخلية، مطالبة بتركيب كاميرات مثلما يحدث في معظم دول العالم.
وأخيراً، ناشدت الإعلامية رضوى الشربيني، المسؤولين عن الأمن في مصر، محاسبة رؤساء مجلس إدارة هذه الشركة، خاصة أنّ ذلك لم يحدث مع باقي الفروع في مختلف دول العالم، مرجّحة أن تكون هناك مؤامرة من أجل نشر الإرهاب في مصر.