حلت يوم أمس الحادي والثلاثين من شهر أيار، ذكرى ميلاد الفنّان الكوميدي الراحل يونس شلبي، أحد أهم نجوم الكوميديا في مصر، الذي حفظت الجماهير أدواره وشخصياته ويردّدونها حتى بعد وفاته، وله مكانة خاصة في قلوب المصريين، ويعشق ظهوره على الشاشة الصغار والكبار.
"النهار" تواصلت مع نجله عمر، احتفالاً بهذه المناسبة، ففتح قلبه وكشف عن العديد من ملامح حياته الشخصية البعيدة عن الكاميرات، فقال: "والدي كما ترونه على الشاشة وأحبه الجمهور سواء بسبب خفة ظله أو طيبته أو شهامته، تلك هي الصفات نفسها التي كان يتميز بها في الحقيقة ويتعامل بها مع المحيطين به، فكان بريئاً للغاية لا يعرف الطرق والأساليب الملتوية ويعيش حياته بشكل بسيط للغاية، لا يحب الصراعات أو المشاحنات".
كانت للراحل صداقات فنية متعددة، ويصفه الجميع بأنّه مخلص لهم، هذا ما أكده نجله، حيث قال: "بالفعل والدي كان يعشق أصدقاءه للغاية ومخلصاً لهم، وعشت تلك الأجواء في منزلنا وكنت أرى علاقته القوية بهم، وكان من أقرب الفنانين إليه سعيد صالح، مظهر أبو النجا، محمد نجم، عادل إمام الذي حرص على حضور عزائه رغم انشغاله، وغيرهم كثيرون".
كان من الممكن أن يرى الجمهور على الشاشة ابن الراحل يونس شلبي، ويتعلقون به مثل والده، خاصةً أنه يشبهه في الملامح وورث عنه خفة الظل، لكنه فضّل الاتجاه للعمل بمجال البنوك، فأوضخ تفاصيل ذلك قائلاً: "تخرجت في كلية الإعلام، وكان من الممكن أن أعمل بالفن فالموهبة موجودة لكنني لم أسع إلى ذلك، وتواصل معي الزعيم عادل إمام وعرض عليّ المشاركة في عمل فني كبير، لكن كانت هناك ظروف وقتها منعتني من استغلال تلك الفرصة".
يونس شلبي، من الفنانين الذين كانوا يعشقون نادي الزمالك، فتحدث عن ذلك نجله قائلاً: "بالفعل والدي كان متعصباً في تشجيع هذا النادي، والمضحك والمثير في الأمر أنّني أشجع النادي الأهلي فلكم أن تتخيلوا كيف كانت الأجواء عندما يفوز الأخير على الأول، في هذا اليوم كنت أخشى الصعود إلى المنزل".
لم يكن الفنان الراحل كغيره من الآباء المصريين الذين يميّزون الذكور عن الإناث، خاصةً أنه أنجب ابنه عمر، مع ست بنات، هذا ما أكده نجله حيث قال: "لم تكن هناك تفرقة على الإطلاق، على العكس كان من الممكن أن يقسو عليّ لكن البنات لا، وأعتقد أنّ تجربته بأنه كان الوحيد أيضاً، كانت مفيدة بالنسبة له".
صدمة وفاة والدته كانت كبيرة ومؤثرة في حياته، فكشف عمر، عن كواليس ذلك اليوم الحزين في حياة والده حيث قال: "في يوم وفاة جدتي كان والدي يعرض إحدى مسرحياته، ووقتها كان المسرح مليئاً بالجمهور، وتلقّى الخبر قبل ساعة من انطلاق العرض، ونظراً لاحترام الحضور استكمل العرض، وبعد تقديم التحية للجمهور ، أعلن مظهر أبو النجا الخبر فانهار من البكاء على المسرح".
مرض يونس شلبي، كانت له علاقة بوفاة والدته، هذا ما أكّده نجله، مشيراً إلى أنّه بعد وفاة جدته، دخل والده في أزمات مرضية متكرّرة وجلطات بأماكن مختلفة في الجسد، وكان يتنقل بين مصر وإحدى الدول للعلاج، وعن رفضه تحمل الدولة تكاليف علاجه، أوضح أنّه تلقى اتصالاً من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، يعرض عليه تكفل الدولة بعلاجه لكنه رفض، فكان يرى أنّ هناك آخرين يستحقون تلك الفرصة.
وفي نهاية حديثه، أكّد نجل يونس شلبي، أنّه يشعر بالفخر لكونه ابنه ويحمل اسمه، ويسعد بالتكريمات التي يحصل عليها حتى بعد رحيله ومحبة الجماهير له، مشيراً إلى أنه منذ وقت قصير تواصل معه مسؤول عن أحد المهرجانات الفنية لإبلاغه برغبتهم في تكريم اسم والده، لكن لسوء الحظ كان خارج مصر فلم يحضر.