حلّ الفنان المصري القدير أحمد ماهر ضيفاً على الإعلامي عمرو الليثي، ببرنامج "واحد من الناس" هو ونجله الفنان الشاب محمد ماهر، وخلال المقابلة كشف كل منهما عن تفاصيل بحياتهما الخاصة، وطبيعة العلاقة بين الأب والابن داخل المنزل، ليفاجئ الأب الجميع بأنّه كان يستخدم "الكرباج" في تربية أبنائه، ما أثار حالة من الدهشة لدى الجماهير، وخاصةٍ أنّه كان يتولى حملة دعائية لصالح التلفزيون المصري من أشهر حملات وزارة الصحة والسكان فترة التسعينيات، حيث كان يقول جُملته الشهيرة: "الراجل مش بس بكلمته الراجل برعايته لبيته وأسرته".
عدد من متابعي الحلقة، عبّروا عن غضبهم من ترويج الفنّان المصري، لاستخدام العنف ضد الأبناء، مؤكدين أنّ المبدأ الذي كان يتعامل به معهم، مخالف لأهداف الحملة التوعوية التي قدّمها وكان لها تأثير كبير في الأسر المصرية.
ماهر، كشف في حديث خاص لـ"النهار" عن رأيه في غضب البعض من تصريحاته، وعمّا إذا كان بالفعل يستخدم تلك الأداة في تربية أبنائه أم مجرد تعبير عن استخدامه الشدة والحزم معهم، فأكّد أنّه بالفعل كان يستخدمها وليست تعبيراً مجازياً، وعن سبب ذلك قال: "تربية الصبية أمر شاق ومرهق للغاية، وإن لم أكن استخدمت معهم هذه الطريقة في العقاب أو غيرها من الطرق التي تجعلهم يخشون ارتكاب الأخطاء لكان زمام الأمر قد انفلت من يدي".
تلك هي الطريقة التي اعتمدها والد أحمد ماهر، في تربيته له، فأوضح تفاصيل ذلك قائلاً: "والدي رحمه الله كان يستخدم معنا الشدة في التربية، ليس لكونه شخصاً قاسياً، لكنه كان يرغب في تربية رجال يُعتمد عليهم ويفخر بهم وبالفعل نجح في ذلك، فتلك هي الوسيلة التي تُسهم في إيجاد شخصيات تخشى ارتكاب الأخطاء، تفرّق بين الحلال والحرام، وتكن احتراماً للأب رب المنزل، لكن في ظل غياب هيبة الأب وعدم خوف الأبناء منه، سنجد أجيالاً غير سوية لا تجد من يقوّمها".
الفنان المصري، أوضح أنّ حديثه تم قصّ جزء كبير منه بخصوص تلك المسألة، ويعتقد أنّه في حال تمت إذاعته كاملاً لفهم الجمهور مقصده من الحديث، ولم يشنّوا ضده هذا الهجوم، فمن بين الروايات التي ذكرها بشأن أهمية دور الأب في المنزل، أنّه كان يجلس في غرفة المعيشة مع والديه وإخوته، في فصل الشتاء، فغلبهم جميعاً النوم فيما عداه، كان يشاهد فيلم "بداية ونهاية"، وعندما جاء مشهد إجبار الفنان عمر الشريف، لشقيقته التي جسدت شخصيتها الفنانة سناء جميل، على الانتحار بسبب ارتكابها أموراً غير أخلاقية، على الرغم من أنّها كانت تنفق عليه، استشعر ماهر، وقتها أهمية وجود الأب في المنزل ورعايته لأبنائه، مشيراً إلى أنّ سبب المشاكل التي تعرّضت لها تلك الأسرة في الفيلم عدم وجود الأب الذي يحكم ويعدّل من أحوال أبنائه، فأقبل على قدم والده وهو نائم، ليقبّلها اعترافاً منه بقيمة وأهمية وجوده في حياتهم حتى وإن كان يقسو عليهم.
أكد ماهر، أنّ الترببة الحديثة، تسبّبت في جيل ضعيف يقع تحت تأثير الأشياء المدمرة بسهولة، نتيجة التهاون في تربيتهم وغياب مفهوم العقاب، والاعتماد فقط على التدليل، مشيراً إلى أنّ كل هذه مخططات مغرضة من أجل إفساد المجتمعات الإسلامية والعربية.
وعن تأثير استخدامه الشدّة مع أبنائه في حياتهم، قال إنّه نجح في أن يصنع رجالاً يُعتمد عليهم، مثلما فعل معه والده الراحل، ويأمل أن يتعاملوا هم مع أبنائهم بهذه السياسة، إذا رغبوا في صناعة أسر ناجحة وأبناء غير مدللين يُعتمد عليهم، يخشون رب المنزل، ويفرقون بين الخطأ والصواب.
وأكٌد في نهاية حديثه، ضرورة أن يكون الأب حازماً مع أسرته، لأنّه يقضي أغلب وقته خارج المنزل ويغيب عنهم، فلا بدّ أن يلتزموا بتعليماته حتى في ظل غيابه عنهم، وفيما بعد سوف يتفهمون أسباب هذه الشدّة ويشكرونه عليها، بعدما يجدون أنفسهم رجالاً يحتذى بهم