الخميس - 04 تموز 2024

إعلان

تحويل قضية "سفّاح التجمّع" مسلسلاً درامياً... تحذيرات وسلاح ذو حدّين

المصدر: النهار
شيماء مصطفى
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
A+ A-
مجرم مصري جديد يضاف اسمه إلى قائمة "السفّاحين"، يُعرف إعلامياً باسم سفاح التجمع، نسبةً إلى المنطقة التي كان يقيم بها ويرتكب فيها جرائمه المروّعة. هو شاب ثلاثيني يُدعى كريم، نشأ في ظروف اجتماعية ميسورة الحال مادياً، تزوّج مرة واحدة أنجب فيها ابنه الوحيد، لكنّه غيّر مسار حياته من شخص عادي إلى آخر خارج عن القانون، ارتكب عدة جرائم قتل، نُفذت بشكل خيالي.
 
اختار سفّاح التجمع فئة ضحاياه وهنّ فتيات الليل، فبعد قضاء سهرات حمراء معهن، ينفّذ جريمته ويقتلهن بطريقة بشعة، ويلقي بجثثهن في مناطق متفرقة، ظناً منه أنّ جرائمه لن تنكشف.
 
تفاصيل مثيرة وغريبة في هذه القضية التي هزّت الرأي العام في مصر، واعترافات صادمة من السفّاح الذي قتل ثلاث سيدات، ووثق لحظات جريمته بالصوت والصورة، ليثبت أنه على علاقة بمواقع الـ "Dark Web" حيث يرسل تلك الفيديوات التي يقتل فيها ضحاياه إليها مقابل المال. تواصل جهات الأمن في مصر التحقيق في تلك القضية التي تحمل في طيّاتها الغموض والمفاجآت.
 
 
سفاح التجمّع"... في مسلسل درامي
 
هذه التفاصيل المثيرة، دفعت الكاتب المصري محمد صلاح العزب للتفكير في تقديمها في صورة مسلسل درامي، على غرار مسلسله الشهير "سفاح الجيزة" الذي قدّمه في العام الماضي، بطولة أحمد فهمي، ورصد من خلاله تفاصيل قضية سفاح الجيزة التي نفّذ أكثر من جريمة قتل، وكان جميع ضحاياه من المقربين منه، ولاقى وقتها العمل نجاحاً كبيراً حيث حمل المزيد من الحكايات المثيرة والمشوّقة.
 
ربما تكون هناك صعوبات كثيرة أمام العزب، خصوصاً أنّ قضية "سفاح التجمع" تحمل مزيداً من التفاصيل الجنسية، إلا أنه أكد في حديث خاص لـ"النهار" أن طريقة تنفيذه لتلك الجرائم لن تكون الهدف المحوري الذي سيقوم عليه المسلسل، ولكن البحث في الظروف والأسباب الأسرية والاجتماعية التي دفعته للاتجاه في هذا الطريق.
 
وعن مصادر حصوله على تلك المعلومات الدقيقة عن بطل قصّته الجديدة أوضح أنه سيتواصل مع جهات التحقيق الخاصة بالقضية، ومع المحيطين بهذا الشاب.
 
 
تحديات صعبة... ورسائل مهمة
 
الناقدة الفنية القديرة ماجدة موريس، كان لها تعليق على فكرة تحويل قضية "سفاح التجمع" إلى مسلسل درامي، فقالت في تصريحات خاصة لـ"النهار" إنه من الأفضل على فريق العمل التريث وعدم التعجل في تنفيذ هذا المشروع، فمن المنطقي الانتظار إلى حين انتهاء التحقيقات ووضوح ملابسات القضية كافة، حتى يكون الجمهور أمام عمل فني متكامل الأركان وليس فقط تقديم خبر ارتكاب الجريمة، مشيرة إلى أن مهمة الفن تختلف تماماً عن وسائل الإعلام التي من دورها الرصد فقط، ولكن عليهم أخذ الوقت الكافي مثلما فعل صناع "ريا وسكينة" الذي يعد من أشهر مسلسلات الجرائم في مصر، ويعود سبب نجاحه لوضوح تفاصيل الجريمة كافة أمام صنّاعه.
 
موريس، حذرت من خطورة تقديم المسلسلات التي ترصد الجرائم التي قلبت الرأي العام، فإما أن يتم استغلالها لتقديم عمل فني توعوي يبعد الشباب عن ارتكاب مثل هذه الجرائم أو تكون وسيلة لتنمية ميول عدوانية للأشخاص الذين لديهم ظروف نفسية واجتماعية تشبه الظروف التي ساعدت المجرم على ارتكاب جرائمه.
 
الناقدة الفنية المصرية، حدّدت أهم المواصفات التي يجب على كُتّاب مثل هذه النوعية من المسلسلات، فقالت:"نحن لن نرغب في تقديم تفاصيل الجريمة أو القضية لكن علينا أن نضع أيدينا على تفاصيل شخصية المجرم والظروف المحيطة به وما الذي دفعه لارتكاب هذه الجرائم، حتى يتعلّم الأهل من الأخطاء التي ربما قد وقعت فيها أسرة هذا الشاب، إضافةً إلى معرفة ما هي تلك المواقع التي كان يتعامل معها كي نحذر منها الشباب، من خلال توضيح عواقب اللجوء إليها".
 
على صنّاع مسلسل "سفاح التجمع" أيضاً حسب حديث موريس، أن يقدموا رسائل توعوية للشباب والفتيات، من خلال الملابسات التي كشفتها جهات التحقيق، إضافةً إلى وجود عنصر التحليل النفسي للشخصية، وتوجيه نصائح بصورة غير مباشرة حول كيفية تخطي الأزمات النفسية والمادية التي قد تدفع أي شاب لارتكاب مثل هذه الجرائم، مؤكدةً في نهاية الحديث أن مثل هذه النوعية من الأعمال تعد سلاحاً ذا حدّين، إما أن يقدم صنّاعها عملاً يخدم المجتمع،وإما أن يكون ترويجاً لارتكاب مثل هذه الجرائم.

ويذكر أن الفن المصري قدم عدداً من الأعمال الفنية التي رصدت جرائم هزّت الرأي العام في مصر، من بينها "ريا وسكينة" بطولة النجمتين عبلة كامل وسمية الخشاب، الذي تناول حياة سفاحتي الإسكندرية اللتين تخصصتا في قتل السيدات لسرقة مصوغاتهن، كذلك قدم الفنان هاني سلامة، في فيلم "السفاح" شخصية سفاح المهندسين، الذي ارتكب أكثر من جريمة قتل وتم الحكم عليه بالاعدام شنقاً، وكذلك أحمد فهمي، الذي جسد شخصية سفاح الجيزة الذي حكم عليه بالاعدام في مسلسل قدمه العام الماضي.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم