لكل فنانة رؤيتها الخاصة حول الخضوع لجراحات التجميل، ففي الوقت الذي تسعي فيه الكثيرات لإجراء تعديلات بملامح وجوههن تظهرها أكثر جمالاً، ترفض أخريات اللجوء إليها، بعضهن لديه قناعة بأن لكل امرأة جمالها الطبيعي الخاص الذي عليها أن تتقبله وتؤمن به، ومنهن من ترغب في أن تعيش كل مرحلة عمرية بتفاصيلها الجديدة حتى وإن تقدّم العمر بها.
في يوم واحد، فتحت اثنتان من أهم نجمات مصر الحديث حول هذا الموضوع في تصريحات متلفزة، وهما ميمي جمال وسوسن بدر، حيث وصفت الأولى تجاعيد وجهها التي تتلاءم مع مرحلتها العمرية باللوحة الفنية التي تعشق تفاصيلها، كما رفضت فكرة الخضوع لجراحات تجميل من أن أجل إخفاء علامات الشيب التي تعتز بها.
في الوقت نفسه، كانت للفنانة سوسن بدر، رؤية مشابهة لرؤية ميمي جمال، فذكرت أنها لا تسعى لإخفاء علامات الشيب خاصة الشعر الأبيض الذي يميزها، بسبب سعادتها بوصولها لهذه المرحلة العمرية، التي باتت من خلالها أكثر نضجاً ووعياً كما نصحت السيدات بأن يتقبلنّ فكرة ظهور علامات الشيب عليهنّ أسرع من الرجل لأن ذلك دليل على نضجهنّ بشكل أسرع.
البعض قد يرى تصريحات النجمتين، هجوماً وانتقاداً لزميلاتهن بالوسط الفني، خاصةً من هنّ في المرحلة العمرية نفسها، لكن يرغبن في الاحتفاظ بجمالهنّ وشبابهنّ فيلجأن للجراحات التجميلية، وأن حديثهما يحمل اتهامات لهنّ بعدم تقبلهنّ فكرة التقدّم بالعمر والرغبة في التصابي.
ميمي جمال، حرصت على توضيح القصد من حديثها حول رغبتها في الاحتفاظ بملامح المرحلة العمرية التي تعيش بها، فقالت في حديث خاص لـ"النهار": "في الحقيقة أن لا يمكن أن أنتقد زميلاتي اللاتي يخضعن لجراحات تجميلية لكن لكل إنسان منّا رؤيته الخاصة، وقناعاته التي قد تختلف عن الآخر، فبالنسبة لي الجمهور شاهدني وأنا صغيرة وحفظ ملامح وجهي ويعرف تفاصيل سيرتي الذاتية وتاريخ ميلادي، فليس منطقياً أن أظهر أمامهم حالياً بإطلالة شبابية، فضلاً عن أنني أجسد حالياً أدواراً تليق بمرحلتي السنّية التي أعيشها مثل الجدة والأم، فهل سأظهر على الشاشة بآثار جراحات التجميل، بالطبع سأكون غير مقنعة للجمهور ويشعر بأن هناك حالة من التلاعب بعقليته".
ميمي، أوضحت أنها ليست ضد أن تخضع المرأة لحقن الفيلر والبوتوكس من أجل الحفاظ على نضارة وجهها أو إخفاء بعض التجاعيد البارزة ومن الوارد أن تخضع لها، لكنها ضد فكرة تغيير الملامح بشكل كامل أو عمليات الشد التي تجعلها غير قادرة على الحركة أو الكلام بشكل طبيعي وبالطبع سيؤثر ذلك على صورتها وحضورها أمام الجمهور.
عمليات التجميل الحالية تتسبب في ظهور الفتيات والسيدات كأنهن نسخة واحدة، هذا من بين الأسباب التي جعلت ميمي جمال، ترفض الخضوع لها، فأكدت أن لكل سيدة جمالها الخاص والمميز وعليها أن تحافظ عليه وتعتز به وتعيش معه في كل مرحلة عمرية جديدة.
في الوقت الذي ترفض فيه ميمي جمال وسوسن بدر الخضوع لجراحات تجميلية، يحمل التاريخ الفني المصري العديد من القصص حول خضوع نجمات زمن الفن الجميل لجراحات تجميلية من أجل معالجة "ديفوهات" بوجوههن أو في أجسادهن، من بينهن وفاء سالم، التي تتمتع بقدر كبير من الجمال وعلى الرغم من ذلك أجرت جراحة تجميل بأحد الخدين لكنّها باءت بالفشل مما اضطرها للخضوع لجراحات أخرى لمعالجة تلك الآثار.
وتعد الراحلة نعيمة عاكف، أول فنانة من نجمات زمن الفن، تخضع لجراحة بالوجه من أجل تجميل أنفها حيث كان به اعوجاج ملحوظ في بداية دخولها المجال الفني، لكنها خضعت لجراحة تصغير الأنف وعلاج هذا الاعوجاج على يد طبيب التجميل الشهير نادر سويلم.
خضعت أيضاً الراحلة دلال عبدالعزيز، لإجراء جراحة تجميل بالأنف لتظهر أكثر جمالاً مما كانت عليه، ومن بين الجراحات التي أضرت بأصحابها جراحة حقن الخدين التي خضعت لها الفنانة فايزة أحمد، حيث كان وجهها نحيفاً فلجأت لجراحة نفخ الخدين ما أدى إلى إصابتها بالسرطان.